كتاب بالفرنسية عن اغتيال الحريري

عندما يهب الأرشيف لنجدة صاحبه

TT

بات من الممكن، بفضل التطور التقني، أن تصدر الكتب مواكبة الحدث بالسرعة التي تنشر بها المقالات وجاء صدور كتاب «لبنان الفراغ ـ من يستفيد من جريمة اغتيال الحريري» للصحافي اللبناني المقيم في باريس بسام طيارة بمثابة التحقيق الصحافي الطويل والمفصّل الذي يحاول الاحاطة بمختلف جوانب الحدث الذي هزّ لبنان وترتبت عليه، وقد تترتب، تبعات خطيرة*عن الكتاب سألنا طيّارة.

* لماذا بالفرنسية؟

ـ هذا الكتاب صادر عن دار فرنسية (البراق ـ مكتبة الشرق)، وهي دار متخصصة بنشر الكتب العربية باللغة الفرنسية. وقد توجهت بكتابي هذا للقارئ الفرنسي بدرجة أولى. وهو للإجابة عن أسئلة قد يطرحها الفرنسيون عن رفيق الحريري وما الدور الذي لعبه في إعادة إعمار لبنان، وبشكل عام حول موقعه في الساحة السياسية اللبنانية. وكما يعرف الجميع فإنه بالإضافة إلى العلاقة الشخصية التي ربطت الراحل بالرئيس جاك شيراك، فإن فرنسا بشكل عام تهتم بكل ما يتعلق بالساحة اللبنانية.

* الصدور السريع للكتاب عقب اغتيال الحريري يدل على انه ثمرة جهد سابق.. هل كنت متفقا مع دار النشر مسبقا؟

ـ سبق لي أن سمعت السؤال مراراً في الأيام القليلة الماضية. ولكن من أين لنا الاتفاق على شيء لم يكن قد حصل؟ لا، الواقع أنه عندما طرق بابي الناشر وعرض عليّ فكرة كتاب عن الشهيد على أن يكتب بسرعة، فكرت ملياً قبل الموافقة، وأحد أسباب ترددي كان امكانية طرح السؤال هذا. والواقع أنني استفدت من ثمرة جهد أرشيفي سابق. فأنا أولاً كاتب وصحافي أمارس منذ أكثر من ربع قرن العمل الصحافي، وهذا يحتّم الاحتفاظ بأرشيف لا يمكن العمل من دونه، أضف إلى ذلك كوني لبنانيا ومن بيروت، مما جعلني أهتم بكل ما يتعلق بهذه العاصمة والمدينة.* وقد سبق لي أن كتبت كثيراً عن بيروت، منها رواية تدور قصتها فيها عنوانها «جريمة في سراي الحكومة» وأنا في خضم كتابة الرواية الثانية عن بيروت إبان الحرب الأهلية. وقد سهّل عليّ هذا الأمر الخوض في كتابة سيرة الفقيد الحريري وعملت أربعة أسابيع من دون انقطاع ليل نهار للانتهاء من الكتاب ضمن المهلة المتفق عليها.

* ما الذي وددت اضافته الى المعلومات الغزيرة التي نشرت عن الحريري قبل وبعد مقتله؟

ـ الواقع أن هذا الكتاب لا يدخل في مجال منافسة ما كتب عن رفيق الحريري قبل استشهاده وما يكتب عنه منذ ذلك الاعتداء. لقد وضعت نصب عينيّ وضع كتاب عن رفيق الحريري في مهلة زمنية قصيرة جداً، وكان محرّكي الأول في الكتابة هو استنكار الاغتيال بشكل عام والاغتيال السياسي بشكل خاص، لما فيه من خطر على حرية العمل السياسي والديمقراطية بصورة إجمالية. وأول الصعوبات التي واجهتني غياب السيرة الذاتية الدقيقة للرئيس موضوع الكتاب، بعكس ما يمكن أن يتبادر للأذهان.* فرفيق الحريري الذي احتل مساحة واسعة في الإعلام اللبناني يترك انطباعاً بأن الجميع يعرف سيرة حياته بالتفصيل. ولكن حقيقة الأمر هي غير ذلك، وربما كان ذلك الإحساس بالمعرفة وليد الرغوة الإعلامية المستمرة* وفي الواقع، ما عدا ما تواتر في الصحافة من قصص مثل الأساطير عن سيرته، فإن قسما كبيراً من تاريخه بقي في طي الكتمان.. وقد فسرت في كتابي أسباب هذا الأمر، وكان عليّ الكشف عن بعض أوجه سيرته الذاتية وطريق وصوله للنجاح. وبعد ذلك أردت أن أضع أطراً لمسيرته في تاريخ لبنان حتى لا تطغى، في المستقبل، الأخبار التي رافقت اغتياله على الحقائق التاريخية التي قامت عليها حياته السياسية. وقد شدّدت في كتابي على أربعة أطر; الإطار الأول هو أصوله المتواضعة ونجاحه الباهر. الإطار الثاني نجاحه على مستوى عالمي كرجل أعمال حقق ثروة هائلة. أما الإطار الثالث فهو عمله في معترك السياسة اللبنانية ودوره في وضع اتفاق الطائف الشهير. والإطار الأخير هو حول الانسان رفيق الحريري، فاعل الخير الذي ساعد عددا هائلاً من طلبة العلم عبر نظام المنح التي وزعها في لبنان من دون أية طائفية انتقائية.

* هل تنوي اصدار طبعة عربية من الكتاب؟ ـ لقد بدأت دار النشر باعداد نسخة عربية تكون في الأسواق خلال أسابيع معدودة بإذن الله. ولكن المثير هو الطلب الحاصل على النسخة الفرنسية من قراء غير عرب. فدار النشر تستعد لاصدار طبعة ثانية خلال مدة قصيرة.