التعليم عن بعد.. تأثير إيجابي مباشر في تغيير خريطة المجتمع

كتاب سوداني يستعرض الأولويات واختيار الوسائل الأنسب

TT

د. علي شمو يمتلك خلفية اكاديمية واعلامية امتدت لنحو خمسين سنة كاذاعي، وأول مدير للتلفزيون السوداني مطلع الستينات ووكيل لوزارة الاعلام ثم وزير للاعلام والثقافة ومستشار اعلامي لوزارة الاعلام لدولة الامارات العربية المتحدة ومحاضر لمادة الاعلام في عدة جامعات سودانية وهو الآن رئيس المجلس القومي للصحافة وعضو في المجلس القومي للتعليم العالي. واحدث مؤلفاته هو «التعليم عن بعد» الذي لقي اهتماما من الدوائر المعنية باعتباره يشكل مرجعا حيويا لعلوم الاتصال ويفيد صناع القرار في وضع سياسات التعليم عن بعد. والكتاب يحتوي على ثلاثين فصلا الى جانب قائمة طويلة لمراجع عربية واجنبية استعان بها المؤلف في الكتاب للفصل الخاص بالبحث والتعليم عن بعد.

يقول شمو: ان التعليم عن بعد، اثبت وبعد دراسات وبحوث عديدة انه وسيلة تعليمية فعالة وطريقة ناجحة لتوفير فرص التعليم لقطاعات كبيرة من الذين قد لا تتاح لهم فرص التلقي عبر انظمة التعليم التقليدية.

وحاول الباحثون الوقوف على الاغراض والمواقف التي يناسبها التعليم عن بعد اكثر من اي وسيلة اخرى وطرحت اسئلة كثيرة حصرت في خمسة:

* هل التعليم عن بعد الذي يعتمد على وسائل التقنية الحديثة في التدريب بنفس فعالية التعليم المباشر وجها لوجه؟

* ما هي العوامل التي تحدد افضل مزيج او خلطة او مجموعة من الوسائل التكنلوجية في موقف معين يتم فيه التعليم عن بعد؟

* ما هي المعايير للاستاذ الناجح او الطالب الناجح في نطاق التعليم عن بعد؟

* ما هو مدى اهمية التفاعل بين الاستاذ والطلبة وبين الطلبة والطلبة في عملية التعليم عن بعد وبأي شكل يمكن حدوث هذا التفاعل بطريقة فعالة؟

* ما هي العوامل الاقتصادية التي يجب وضعها في الاعتبار لدى التخطيط والتنفيذ لبرامج التعليم عن بعد وكيف يمكن ان تعوض تكلفة المشروع بالفائدة التي يمكن ان يجنيها المتعلمون داخل اطار هذا النظام؟

ويجيب المؤلف على هذه الاسئلة تباعا، ولكنه اولا يركز على ان التعليم عن بعد ليس قاصرا على الكبار، كما يعتقد البعض، بل انه يستخدم على نطاق واسع للصغار في سن المدرسة، خاصة في مستوى الدراسة الثانوية الذين لا يجدون فرصة للالتحاق بهذه المدارس او لتحسين مستوى تعليمهم.

ويشير المؤلف الى الدور الذي تلعبه التكنلوجيا في دعم التعليم عن بعد، ويعتبر ان التعاون الدولي يشكل ضرورة حيوية لهذا الشكل من التعليم في مسارات عديدة، خاصة فيما يتصل بتبادل المهارات والخبرات المشتركة، ويتناول ايضا الجوانب ذات الصلة بوضع استراتيجية للتعليم عن بعد والتمويل والاساليب المستقبلية للتعليم. وفي الفصل الثلاثين يتساءل المؤلف عما يمكن ان يقدمه التعليم عن بعد؟ وتأتي الاجابة:

ـ القضاء على عدم المساواة في التعليم بين الاتراب المتقاربين في السن واتاحة فرصة ثانية للتقدم في السلم التعليمي او المراحل المتقدمة.

ـ توفير فرص للتعليم في مجالات جديدة، وضمان الامتداد الجغرافي ليكون التعليم متاحا للجميع او على الاقل لمن يريده وغيرها.

وينتهي المؤلف الى القول: يتيح التعليم عن بعد للمعلم الاطاحة بامكاناته وقدراته على التأثير الايجابي وتغيير خريطة المجتمع نتيجة لما يقدم من برامج جيدة التخطيط. والتنفيذ ليس هو الاعتراف بهذه الميزات وانما الاهم هو توظيف هذه الامكانات الهائلة لمصلحة المجتمع وفق السياسات التي يضعها القائمون بأمره والتي تحدد الاولويات والمراحل واختيار الوسائل الانسب المتوفرة في المجتمع.

الجانب الآخر لاهمية كتاب التعليم عن بعد وهو لمؤلف سوداني عربي، انه يشكل ايضا مرجعية مهمة، تضاف الى جانب المرجعيات والمصادر التي وضعها خبراء عالميون في هذا المجال.