اصدارات

TT

رياضيات عمر الخيام

* بيروت ـ «الشرق الاوسط»: صدر حديثاً عن «مركز دراسات الوحدة العربية»، كتاب «رياضيات عمر الخيام» للدكتور رشدي راشد والدكتور بيجان وهاب زاده، وترجمة الدكتور نقولا فارس، وذلك ضمن سلسلة «تاريخ العلوم عند العرب». إن اعمال الخيام في الرياضيات طبعت تاريخ هذا العلم. فلقد صاغ للمرة الاولى في مؤلفاته نظرية هندسية للمعادلات الجبرية، وشكلت هذه الصياغة بداية لفرع جديد من الرياضيات هو فرع الهندسة الجبرية. وفي هذه المؤلفات نجد ايضاً اول مراجعة «حديثة» لنظرية النسب، كما نجد اسهاماً اساسياً في نظرية المتوازيات. ينجح هذا الكتاب، من خلال المقارنة بدقة بين حصيلة اعمال ديكارت وتلك التي انجزها الخيام في القرن الحادي عشر، في بيان ان هندسة ديكارت تشكل ـ في جانب من جوانبها ـ اكمالاً للتقليد الذي اختطه الخيام والطوسي، وان هذا الاكمال اطلق تقليداً آخر مصدره بالطبع كتاب ديكارت، إلا ان ركائزه موجودة في اعمال من أتى من بعده.

إن قراءة «هندسة» ديكارت تستدعي النظر باتجاه المصدر، نحو الطوسي والخيام. فهو ـ ككل الاعمال المجددة ـ لم ينبع من لا شيء، بل هو استيعاب للتقاليد التي ورثها، وتكييف جديد لها، مكنّا مؤلفه من رؤية عالم آخر لم تنظره من قبل عين.

المسيحية ديانة مصرية قديمة

* لندن ـ «الشرق الأوسط»: «المسيحية ديانة مصرية قديمة»، كتاب للباحث المصري أحمد عثمان.

ويحاول عثمان في هذا الكتاب التدليل على ان أصول العقيدة المسيحية لم تنشأ في يهودا بفلسطين كما ساد الاعتقاد، وانما في مصر القديمة. وهو يقارن تواريخ كتب العهد القديم من الكتاب المقدس ومحتوياتها مع ما ورد في المصادر المصرية القديمة، ليبين ان شخصياته الرئيسية، بمن في ذلك الملِكان; سليمان وداوود، عليهما السلام، والنبي موسى عليه السلام، ويشوع بن نون، مؤسسة على أشخاص تاريخية مصرية.

وهو يذهب كذلك الى ان عقائد الديانة المسيحية كلها مصرية الأصل، بما في ذلك وحدانية الرب، والثالوث المقدس، وعالم الملائكة، والحياة بعد الموت، وحتى ولادة العذراء. ويرى الكاتب ان المسيحية استمرت كديانة مصرية حتى القرن الميلادي الرابع، حيث كان مفتاح الحياة ـ عنخ ـ هو الصليب السائد، وليس الصليب الروماني، إلا ان الوضع تغير بعد اعتناق الإمبراطور قسطنطين للمسيحية في القرن الرابع، فقد عمل الرومان بعد ذلك على إخفاء الأصول المصرية للديانة، عن طريق القمع والاضطهاد. وفي عام 391 قاد الأسقف ثيوفيلوس الذي عينته روما، مجموعة من الغوغاء الى معبد السرابيوم بالاسكندرية فدمروه عن آخره، كما أحرقوا مكتبته الشهيرة حتى تضيع الوثائق التي تتعلق بالأصل المصري للمسيحية، إذ تطلبت المسيحية الرومانية التي صيغت لتحقيق السلطة السياسية، إنكار الأصل المصري واستبدال أصل جاء عن يهودا وفلسطين به، والتي صارت هي الأرض المقدسة بدلا من مصر ـ منذ ذلك التاريخ.

رموز الحزب القومي السوري الاجتماعي

* بيروت ـ «الشرق الاوسط»: يستعرض الدكتور جهاد نصري العقل في كتابه «الحركة القومية الاجتماعية: اضواء ورموز» حصيلة ابحاث، تناول فيها نظرة انطون سعادة، مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي وما نتج عنها من «نظرة جديدة الى الحياة والكون والفن»، تعيد الى الامة السورية حيويتها وقوتها ودورها في هداية العالم من جديد نحو مبدأ الخير العام والسلام الحقيقي». ويتضمن الكتاب عشرة ابحاث تشكل عناوين اساسية لمجموعة الرموز والشارات العقائدية المنتظمة والثابتة في بناء سعادة الثقافي، مستعرضاً الزعامة ورموزها والزوبعة كشعار للحزب والتحية والهتاف والارقام والهلال والنجمة والقدس وغيرها.

ويعتمد العقل على علاقة الرمز ببيئته واهميته في المجتمع ووظيفته وفق ما اورد المحللون النفسيون لجهة ايصال بعض المفاهيم الى الوجدان بأسلوب خاص، لاستحالة هذه العملية بالأسلوب المباشر المعروف.

ولتحقيق غايته يقلّب المؤلف صفحات التاريخ، فيعود الى فجر الحضارة التي عرفها محدودو الصفة. اما النسر ومدلولاته في الشعارات فيحتل مساحة من ابحاث المؤلف مع صور ولوحات وتفاصيل دقيقة تعتمد على المنحى الفني والجمالي لهذا الشعار.

ويضم الكتاب كذلك مجموعة من الوثائق والمخطوطات التي تعود الى اربعينات القرن الماضي. كما يستعرض نظريات فلسفية تتعلق بدور بعض الشعارات ومنها «الزوبعة» الشهيرة للحزب السوري القومي الاجتماعي التي ترمز الى «الجيل الجديد» والحركة مقابل العدم، وابعاد هذه الحركة في النفس الانسانية وقوتها الذاتية الفاعلة.