كتاب سعودي عن الحركة الصهيونية

TT

دفعت الانتفاضة الفلسطينية العديد من الكتاب والباحثين العرب للتنقيب من جديد في أسرار الحركة الصهيونية، محاولين الوصول الى فهم أعمق لطبيعة المجتمع والدولة التي فرضت عليهم منذ خمسين عاماً.

ومن الدراسات الأخيرة التي صدرت في المملكة العربية السعودية، كتاب بعنوان «الصهيونية بايجاز» ويتحدث عن أصل ونشأة المخططات الصهيونية، لمؤلفه محمد باخريبة، وصدرت طبعته الأولى هذا الشهر، مشتملة على سبعة فصول. يتضمن الفصل الأول تعريفاً بالصهيونية، ونبذة عن نشأتها، بينما يتناول الفصل الثاني: الهيئة التنظيمية للصهيونية العالمية، والهيكل التنظيمي للوكالة اليهودية حتى عام 1929، والهيكل التنظيمي للمنظمة الصهيونية العالمية، وأسماء رؤساء المنظمة، وركائز الحركة الصهيونية. ثم يتحدث المؤلف في الفصل الثالث: عن أهداف الصهيونية، وكيف تحقق أهدافها، وتشكل المنظمة الصهيونية العالمية، سياسياً، واقتصادياً، وعلمياً، وثقافياً، واعلامياً، واجتماعياً.

ويتناول بعض التنظيمات ذات الصلة بالصهيونية، مثل المحافل الماسونية ونوادي الروتاري ونوادي الليونز وأبناء العهد وشهود يهوة ويهود من أجل المسيح، وتنظيمات أخرى. كما يتناول الأهداف المستقبلية للحركة الصهيونية في الفصل الرابع. وينتقل في الفصل الخامس للحديث عن النكبات العربية ودور الصهيونية فيها، والنتائج التي تحققت لنشاط الحركة الصهيونية، ودور هذه الحركة في الأحداث التي شهدها العالم. بعد ذلك يستعرض بعض ما قيل عن اليهودية والصهيونية، وكذلك أمثلة لبعض ما يسمى ببروتوكولات حكماء صهيون.

ويسعى الكتاب بشيء من التركيز، للتعريف بالدوائر التي تشكل الكيان الاسرائيلي في بعده التنظيمي وكذلك في بعده الفكري، وتوظيف الصهيونية للجانب العقائدي في تعزيز القناعة بتوفق العنصر اليهودي وأفضليته، ويحاول الاقتراب من طريقة التفكير الصيهوني القائم على التنظيم الدقيق والعمل المؤسسي والتخطيط البعيد المدى واستغلال عناصر القوة والنفوذ للوصول للهدف، وهو في هذه المرة التقاطع مع المشروع الغربي للوصول الى فلسطين واقامة دولة اسرائيل على ترابها. والكتاب الذي يقيّم عناصر القوة في المشروع الصهيوني بعد أكثر من قرن على تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية في بازل بسويسرا عام 1897 اختلف قليلاً عن بعض الدراسات التي ألفت عن الصهيونية، وكتبها عرب متأثرون بأجواء الاحباط التي خلفها انتصار المشروع الاسرائيلي في المنطقة، أو آخرون ناقمون من طغيان هذا المشروع، فبدت الدراسة قريبة جداً لمستوى التحقيق العلمي، الذي يعتمد التوصيف والسرد والتقرير وشيئاً من التحليل في محاولة لتفكيك المؤسسة الصهيونية وكشف جوانبها التنظيمية، والتي كان أهم ثمراتها قيام اسرائيل.