يحاول الباحث الاماراتي الدكتور عبد الله الشامسي في كتابه الجديد تقديم مقاربة منهجية في دراسة عناصر ومكونات المجتمع الاماراتي عبر التاريخ ويحدد ثلاث مناطق جوهرية في هذا المجتمع هي: المناطق الصحراوية والمناطق الريفية والجبلية ثم المناطق الساحلية وهي المناطق التي انعكست على سلوك وانماط انتاج الحياة الاجتماعية والاقتصادية لمجتمع الامارات، اذ اعتمد سكان المناطق الاولى على ما تجود به الصحراء من كلأ وماء ورعي للماشية، واعتمد سكان المناطق الثانية على الزراعة بحسب الظروف المناخية، بينما اعتمد سكان المناطق البحرية على ما يجود به البحر من ممكنات حيوانية (السمك) ومكنوناته من اللؤلؤ وغيره من ثمائن المعادن البحرية.
لهذا الغرض يقسم الباحث كتابه الى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، درس في الاول منها الوضع الديمغرافي (السكاني) للامارات وينتقل الى دراسة التكوينات الاجتماعية والقبلية واوضاعهم قبل الاستقلال ومواقفهم من الاستعمار الاجنبي ثم مرحلة الاستقلال.
وفي الفصل الثاني درس تفاصيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية واساليب تحصيل العيش وفق المناطق الجغرافية وعلاقة الاسرة بانماط انتاج العلاقات الاقتصادية ومسألة توارث المهن وانعكاساتها على تطور الاسرة الاجتماعي.
اما في الفصل الثالث فيدرس انماط القرابة في المجتمع ويجد ان القرابة نظام فاعل في المجتمع الاماراتي وهو نظام يبدأ من داخل الاسرة ليمتد الى خارجها من خلال القبيلة، وكذلك يدرس اهمية عنصر الدم في نظام القرابة اذ ان الاسرة التقليدية تنشئ اولادها على المعرفة المتكاملة للاقارب والقبيلة وهو ما ينعكس على نمط الزواج من ابن العم كشرط اجتماعي لا فكاك منه، وعلى هذا الاساس تعد قيم القبيلة هي القيم الغالبة في مجتمع الامارات.
ويختم الباحث كتابه بايراد مسارد وجداول احصائية تتضمن معلومات مهمة عن طبيعة المجتمع الاماراتي.
يقع الكتاب في 184 صفحة من القطع الكبير.