تاريخ العنف ضد الفلسطينيين

TT

يوثق كتاب «الهولوكوست الفلسطيني: تاريخ العنف ضد الفلسطينيين.. الابادة الجماعية» للكاتب علي سعادة لروايات مثقفين ومؤرخين وحقوقيين اسرائيليين للمجازر والمذابح التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ بدايات القرن الماضي وحتى انتفاضة الاقصى الحالية.

وتحدث الكتاب في فصلين كاملين عن الهولوكوست اليهودي مرفقا شهادات كتاب يهود من بينهم الاكاديمي الاميركي اليهودي د. نورهان فينكلشتاين الذي يؤكد في كتابه «صناعة الهولوكوست» ان تلك الصناعة ولدت مع نشوب حرب يونيو (حزيران) 1967 في الشرق الأوسط ولم تولد نتيجة الخوف على بقاء (اسرائيل) ولكنها نبعت «انطلاقا من المصلحة الاستراتيجية لاميركا» كتبرير اخلاقي للتحالف الاميركي الاسرائيلي الذي قامت فيه الاخيرة بدور المدافع عن القيم الاميركية.

وفي مقدمة الكتاب يذكر الكاتب والباحث علي سعادة مقولة لاستاذ العهد القديم البرت دوبوري تقول انه: «من غير المقبول بالنسبة لاي انسان الادعاء بأن زرع (دولة اسرائيل) حاليا هو تطبيق لنبوءة توراتية وعليه فإن جميع ما يقوم به الاسرائيليون لارساء دولتهم، والحفاظ عليها قد صادق عليه الله سلفا».

الكتاب من القطع المتوسط ويقع في (284) وضم (13) فصلا الاول والثاني تحدثا عن صناعة الهولوكوست اليهودي وصناعة الدولة اليهودية.

وفي الفصلين الثالث والرابع يورد الكاتب والباحث سعادة جردا لاعمال العنف والبطش التي مارستها سلطات الانتداب البريطاني ضد الحركة الوطنية الفلسطينية لاجهاض ثورات الشعب العربي الفلسطيني المتتالية التي اندلعت احتجاجا للقمع البريطاني وتشجيع الهجرة اليهودية الى فلسطين واضعاف الجانب العربي ودعم ومساندة المنظمات الصهيونية. وضمن نفس الفترة الزمنية يسلسل الكاتب المذابح والمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في فلسطين قبل ضياع فلسطين واعلان (الدولة العبرية) حيث كان الارهاب يمارس من الجميع دون استثناء.

ويرى الكاتب ان عمليات الطرد والابعاد والتنظيمات الارهابية الصهيونية التي اكتشفت في الثمانينات كانت من اخطر اشكال الابادة الجماعية حيث كانت تهدف الى تفريغ الارض الفلسطينية وقتل الروح المعنوية لدى الانسان الفلسطيني. وضمن نفس السياق نقرأ بشيء من التفصيل عن نازية الاعتقال وتفاصيل الممارسات الاسرائيلية في السجون، حيث يورد الكاتب روايات للمحامية الاسرائيلية فيليتسيا لانغر والمحامية الاسرائيلية ليئا تسيميل عن السجون الاسرائيلية.

وكذلك يورد شهادات لضحايا المجازر الاسرائيلية مثل دير ياسين وكفر قاسم والدوايمة والانتفاضة الاولى وانتفاضة الاقصى الحالية ومذبحة الخليل ونفق الاقصى.