عبر التاريخ تعين على الفتيات ان يبحثن، بدأب، عن نماذج لهن، تركن انطباعا وتأثيرا كبيرا في العالم. ولم يكن الامر مرتبطا بندرة وجود مثل هذه النماذج بقدر ما كان مرتبطا بندرة الكتابة عنهن وتوثيق حياتهن.
ويقوم كتاب كاثلين كرول الموسوم «حياة نساء رائعات» بجهد مؤثر لالقاء الضوء على حياة وتجارب عشرين من النساء الاكثر تأثيرا في التاريخ، من الملكات حتى المحاربات.
غير ان هؤلاء النساء العشرين لسن جميعا نموذجا للنساء الاخريات. وكما تجادل المؤرخة لوريل اولريتش فان «النساء حسنات السلوك نادرا ما يصنعن التاريخ». ان هذا الكتاب يروي حياة نساء مفعمات بالنشاط والحيوية، نساء محبوبات، واخريات اشتهرن بسمعتهن السيئة.
ولا يتوقف اسلوب كرول عند حدود اضاءة خلفيات وانجازات شخصيات كتابها، وانما يتجاوز ذلك نحو اضافة سمات وتعابير على وجوهن. فالقصص تضفي على التراجيديا والخيانة مسحة من الكوميديا السوداء والتفاصيل مثل تلك المرأة التي استحمت مرتين طوال حياتها (ايزابيلا الاولى)، والمرأة التي كان لديها ثلاثة آلاف علبة من المجوهرات اليومية (تزو ـ هسي).
اما كليوباترا، التي يشار الى انها اشهر حاكمة في التاريخ، فتصور بكل مشاعرها المتقدة وايمانها بالسحر. بينما يجري تصوير اليانور الأكوينية باعتبارها آخر ام استثنائية، لم تدع اطفالها الثمانية يقفون عائقا امام طموحها السياسي.
وبايجاز، يحتوي هذا الكتاب على عشرين شخصية من النساء المميزات، من جان دارك الى ويلما مانكيلر التي تزعمت احدى قبائل الهنود الحمر في اميركا، يقدمن في لقطات مليئة بالحيوية، تجعل منهن نماذج جذابة بالنسبة للفتيات اللواتي تتراوح اعمارهن بين 8 و12 سنة.
اما نقطة الضعب الرئيسية في الكتب فتتمثل في افتقاره الى مقدمات دقيقة، واضحة المعالم، تأخذ بيد القارئ نحو المواقف الغريبة الاطوار والمثيرة التي يضمنها الكتاب. غير ان المحصلة توشي صور النساء الشهيرات على نحو شفاف. وربما كان الامر الاكثر اهمية هو ان «حياة نساء رائعات» يجعل التاريخ مصدرا للمتعة.
* خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»