معرض القاهرة للكتاب في دورته الرابعة والأربعين يناوش كرسي الحكم

أعاد كتبا ممنوعة للواجهة وإقبال شبابي على الرواية والغلبة لإصدارات «الإخوان»

جانب من المعرض
TT

افتتحت فعاليات الدورة الرابعة والأربعين للمعرض يوم 23 من شهر يناير (كانون الثاني) بمشاركة 25 دولة، منها 17 دولة عربية و8 دول أجنبية، بينما يصل عدد الناشرين المشاركين هذا العام إلى 735 ناشرا، منهم 27 ناشرا أجنبيا، و210 ناشرين عرب، و498 ناشرا مصريا.

ولاقت الكتب التي تتناول بالحديث جماعة الإخوان المسلمين سواء كانت متعلقة بالجانب الفكري أو التاريخي لها إقبالا جماهيريا من جانب الزائرين هذا العام، وهو ما يؤكده عدد من الناشرين بالمعرض.

من بين تلك العناوين «من داخل جماعة الإخوان المسلمين» الصادر عن «دار الشروق» ليوسف ندا مع دوجلاس تومسون، والمذيل بعنوان «حقيقة أقوى الجماعات الإسلامية السياسية في العالم». كما أصدرت الدار أيضا «الإخوان المسلمون.. سنوات ما قبل الثورة» للباحث في شؤون الجماعات الإسلامية الراحل حسام تمام، والذي يحاول فهم الأطر الحاكمة التي حددت مسار جماعة الإخوان المسلمين واختياراتها مع بداية ثورة 25 يناير، وتوفير بنية تحليلية يمكن من خلالها استشراف مواقف ورؤى الجماعة في المستقبل. وكتاب «ذكريات محمد حبيب عن الحياة والدعوة والسياسة والفكر»، الذي يسترجع فيه الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين شريط حياته على مدار ما يقرب من سبعين عاما.

من بين الإصدارات الأخرى التي تتحدث عن الإخوان المسلمين، «سر المعبد.. الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين» للمحامي الإخواني السابق ثروت الخرباوي، والذي صدر له أيضا طبعة جديدة من كتابه «قلب الإخوان.. محاكم تفتيش الجماعة (تجربة شخصية)». والكتابان صدرا عن دار نهضة مصر للنشر.

وشهد المعرض أيضا كتاب «إخواني أوت أوف ذا بوكس» لأحد الكوادر السابقة بالجماعة الذي يحكي تجربته بعد انفصاله عنها، و«إخوان إصلاحيون» للكاتب هيثم أبو خليل، ويكشف الكتاب عن شهادات للإصلاح تم إجهاضها داخل الجماعة، وكتاب «الإخوان والعمل السري والعنف» لعبد العظيم الديب، والكتب الثلاثة صادرة عن دار دون للنشر.

وكان للكتب الساخرة المتعلق مضمونها بالإخوان المسلمين حضور أيضا في المعرض، مثل «ما ذنب النباتات.. عن الجماعات من الستينات حتى الميليشيات» للكاتب محمد المعتصم، وكتاب «مرسي.. ودموعي وابتساماتي» للكاتب محمد فتحي.

عن إصدارات هذا العام، يقول محمد مفيد، مدير دار دون للنشر: «بحكم الظروف السياسية هناك إقبال كبير على الكتب التي محورها الإخوان المسلمين، خاصة التي تنتقدهم، فهي بمثابة (هوجة) هذا العام، مثلما حدث العام الماضي عندما غلب الأدب الساخر على المطبوعات».

وينتقد مفيد بعض السلبيات التي يشهدها المعرض، مثل أن كثيرا من الجمهور لا يعرف بالمعرض في ظل غلبة الأحداث السياسية، كما كان هناك بعض المشكلات قبل بدء المعرض حيث تأخر تسلم الأجنحة الخاصة بدور النشر.

بينما يرجع مدير التسويق بدار نهضة مصر للنشر محمد سعد، الإقبال على الكتب التي تدور حول الإخوان المسلمين إلى أن الجمهور يريد أن يتعرف أكثر على الجماعة، في ظل حالة الحراك السياسي التي تشهدها مصر، ولكون هذه الإصدارات كانت ممنوعة من النشر في السنوات السابقة، بينما توجد اليوم من دون أي رقابة عليها مثل كتاب «مذكرات حرب أكتوبر» للفريق سعد الدين الشاذلي، الذي شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية وقت الحرب.

من بين الجمهور الزائر تقول إحدى السيدات، والتي كانت تمسك بكتاب «سر المعبد» بعد شرائها له: «أوصتني جارتي بشراء هذا الكتاب، كونه يكشف الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين، فلدي شغف أن أعرف هذه الأسرار، في ظل حكم الجماعة لمصر، ومع ما نلاقيه من أوضاع غير مستقرة في الستة أشهر الأخيرة منذ اعتلائهم منصة الحكم».

وكون الدورة الحالية هي الثانية للمعرض التي تنظم بعد ثورة 25 يناير، واصل المعرض للعام الثاني إصدار العناوين التي تتحدث عن الثورة، أو تستلهم مضمونها من أحداثها أو الأحداث اللاحقة على المشهد السياسي المصري خلال العامين الماضيين، كما شهد المعرض عرض كتب تتعلق بكشف كواليس المطبخ السياسي في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وأسرار وخبايا حقب تاريخية ماضية، وإلى جانب ذلك وجدت الكتب والمؤلفات التي تتناول بالرصد والتحليل ثورات الربيع العربي بشكل عام.

من أبرز هذه النوعية من الكتب كتاب «من أوراق ثورة يناير» للمستشار طارق البشري الصادر عن دار الشروق، و«شهادتي» لوزير الخارجية السابق أحمد أبو الغيط، «سنوات الخداع» للدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، «ماذا بعد ربيع الثورات العربية؟» للكاتب زغلول راغب النجار.

كذلك تصدرت الكتب الدينية وكتب الفكر الإسلامي كعادتها للمشهد وللمبيعات، ومن أبرز العناوين هذا العام، كتاب «اللاهوت العربي وأصول العنف الديني» للكاتب يوسف زيدان، وكتاب الدكتور مبروك عطية «الشهوات بين الحلال والحرام». إلى جانب الإقبال على كتب ومؤلفات الدكتور أحمد الريسوني مثل: فقه الثورة، نظرية المقاصد، فقه الاحتجاج والتغيير.

ولم تغب الروايات عن المعرض؛ حيث تلاقي إقبالا خاصة من جانب فئات الشباب. وأبرز الروايات التي وجدت إقبالا «الفيل الأزرق» للكاتب أحمد مراد، و«باب الخروج» للكاتب عز الدين شكري. بينما يبين القائمون على الدار المصرية اللبنانية للنشر أن أكثر الروايات التي تعرضها وتحقق جذبا جماهيريا هي روايتي «المرشد» و«تويا» للكاتب أشرف العشماوي، و«أنا الخائن» و«أنا شهيرة» للكاتبة نور عبد المجيد.

ويحظى «سور الأزبكية» بالمعرض على قطاع كبير من الجمهور وهي سمة معتادة منذ سنوات؛ حيث يقصدونه لشراء الكتب القديمة والبحث عن المعرفة بقروش وجنيهات قليلة مقارنة بسعرها في صالات العرض المخصصة لدور النشر المصرية والعربية والأجنبية؛ حيث تباع في السور بربع أو ثمن سعرها أو أقل من ذلك بكثير.

ويقول ممدوح علي، أحد أصحاب المكتبات في السور، إن الزائرين في الغالب يسألون عن الكتب الحديثة الصدور والتي تتحدث عن الثورة أو الإخوان المسلمين، ولكنها لا توجد في السور كونها حديثة، كما حظيت مؤلفات الشيخ السعودي محمد العريفي بسؤال كثير من الجمهور، وذلك بعد أن حظي الشيخ باهتمامهم بعد مجيئه إلى مصر مؤخرا وإلقائه خطبا عن فضائل مصر، ويوضح أيضا أنه للعام الثاني يكثر السؤال على الكتب التي كانت ممنوعة من التداول والنشر في ظل النظام السابق وأبرزها كتاب «معالم في الطريق» لسيد قطب، وكتاب «قذائف الحق» للشيخ محمد الغزالي.

وهذا وقد تم تمديد المعرض الى التاسع من هذا الشهر بدل الخامس منه كما كان مقررا.