الشاعر المتمرد عرار يعود في كتاب لـ«الريماوي»

TT

صدر في عمان عن وزارة الثقافة الأردنية كتاب قصصي جديد بعنوان «عودة عرار.. قصص عمان» للقاص والروائي محمود الريماوي. يقع الكتاب في 334 صفحة من القطع المتوسط. ويضم 42 قصة متفاوتة الأحجام. يستلهم الريماوي مظاهر الحياة الفردية والاجتماعية وتحولات المدينة وهي العاصمة الأردنية عمان، في حكايات ومشهديات وبورتريهات ترسم وجوه المدينة وأحوالها وأماكنها وشخوص أهلها، بمن في ذلك مقيمون عرب فيها مصريون وعراقيون.

عرار الذي يحمل عنوان الكتاب اسمه هو اللقب المعروف للشاعر الأردني مصطفى وهبي التل الذي عرف بتمرده الجامح الفردي والاجتماعي والسياسي، وقد عاش بين الأردن وتركيا وسوريا في النصف الأول من القرن الماضي، وبوأته السلطات مناصب عالية ثم أودعته السجن، ومن أهم أعماله ديوان «عشيات وادي اليابس».

«عودة عرار» هو الكتاب القصصي الثاني عشر للريماوي بعد مجموعة قصص «فرق التوقيت» الصادرة قبل عامين (2011)، صدرت له روايتان «من يؤنس السيدة» و«حلم حقيقي»، كما صدر له كتابا نصوص هما «إخوة وحيدون» و«كل ما في الأمر».

من أجواء المجموعة الجديدة هذا المقطع من قصة «طيور سود»:

«.. يسمع مع مبتدأ النهار صوتا واضحا ليس مرتفعا ولا منخفضا، صوتا يشق السكون (يصدح) لمرتين. يسمع الصوت وقد فارق النعاس. يتبسم للصوت المقتحم هدأة المكان، فذلك ربما أفضل من كوابيس النوم، وحتى من نوم أبكم بلا أحلام. لا يكدره الصوت ولا يروق له، وفي الحالتين يأخذه على محمل الدعابة، خاصة مع ما للصوت من مقطع مقتضب ومهابة مزعومة. ينهض بعد حين.. بعد نحو نصف ساعة، يخرج إلى الحديقة الخلفية الصغيرة لتحية كائنات الطبيعة، فإذا شجرة التين تزدهي بأوراقها اليانعة الكبيرة، شجرة الأجاص مفعمة بأوراق صغيرة جديدة، وشجرة التفاح تزهو أوراقها بأزاهيرها البيضاء، ويصادف في غمرة ذلك طائرين أو ثلاثة طيور تعتلي أسطح البنايات من حوله، وبالذات أسطح خزانات المياه. بهذا تجثم في الموضع الأعلى. تقف هناك ثابتة متعالية لا تخشى أحدا، كأنها لم تأت بحثا عن طعام أو مأوى، بل لتستطلع أرجاء الحي وجنباته وتعاين موجوداته من عل.. ».