القشطيني يسرد سيرته بالإنجليزية

TT

خالد القشطيني، من الشخصيات الغامضة التي تثير كثيرا من التساؤلات. عرفه قراء هذه الصحيفة ككاتب فكاهي ساخر. نال إعجاب الكثيرين بما كتبه فيها من مقالات أولا بعنوان «صباح الخير»، كان منهم هشام حافظ أحد مؤسسي هذه الجريدة فكتب فيها يصفه بأنه برنارد شو العرب. لم يكن اسمه معروفا خارج وطنه العراق، ولا اشتهر العراقيون بالفكاهة، فتصوروا أنه مصري. وبالنظر لما نشره من كتب كثيرة في الموضوع الفلسطيني، فقد تصور البعض الآخر أنه فلسطيني. استغربوا عندما سمعوا أنه عراقي. فقالوا: وهل من العراق يأتي فكاهي ظريف! ولكنه ضاعف عجبهم وتساؤلهم بدعوته المستمرة للاعنف، أو كما يسميه الجهاد المدني. قالوا: ومن أين لبلد العنف والقتل، العراق، أن يجود بغاندي عربي؟! واستمر التساؤل عن أصله، نسبه وحسبه، ثقافته ودراسته.

بيد أنه بادر أخيرا لنشر سيرته بعنوان «زمن في العراق وإنجلترا»، يجيب فيها عن جل هذه الأسئلة ويفتح النوافذ والأبواب للتفرج على شخصيته منذ ولادته وأول نشأته في بغداد. كانت زوجته الإنجليزية قد شاركت الكثيرين في التساؤل عن هذا الرجل الذي جاءها من بلاد ألف ليلة وليلة وتزوجها وأنجب منها ولدين، دون أن تلم بكل جوانب حياته وحياة أسرته في العراق. دعته لكتابة بضع صفحات للأولاد يشرح فيها خلفيته وهويته ومنشأه. فعل ذلك، ولكنه لاحظ أن ما كتبه لم يكن مجرد عرض لحياته، وإنما عرض لحياة المجتمع العراقي والعراق ككل. قال: إذن، لم لا أتوسع في الموضوع ليكون كتابا للجميع، وهذا ما فعله.

السيرة مكتوبة باللغة الإنجليزية، وقد وعد القشطيني بترجمتها إلى العربية، إن لم يتقدم مترجم آخر ويتولى المسؤولية بالنيابة عنه، لا سيما أنها تضمنت الكثير من الطرائف والعجائب والمفاجآت. خالد القشطيني كاتب شجاع لا يتردد في ذكر الحقائق والفضائح الصعبة والمرة، حتى وإن مست أسرته الخاصة.