مبادرة لتعزيز البحث في الشرق الأوسط تستحق الدعم من العرب الأميركيين

TT

يجتمع هذا الشهر في الشارقة في الإمارات العربية المتحدة نحو 500 عالم من العالم العربي في لقاء يأملون أن يصبح تاريخياً. سيحدد العلماء أولويات البحوث للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، التي تهدف إلى جمع أكثر من 150 مليون دولار خلال فترة 5 سنوات، لتقديم المنح للبحوث المرشحة للدعم. ويواجه قادة المؤسسة مهمة عسيرة. فالحصول على كمية كبيرة من المال مسألة صعبة دائماً، لكنها صعبة مرتين عندما يتعلق الأمر بالحصول على كمية المال التي تتطلع إليها المؤسسة مع الحفاظ على استقلاليتها. ذلك ليس فقط بسبب إهمال الحكومات العربية للعلم فترة طويلة، بل لأن عدداً كبيراً منها لا يثق بالمنظمات التي لا تسيطر عليها مباشرة. لكن الدلائل الأولية مشجعة. فالمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا أنشأت نفسها من القاعدة إلى القمة حاشدة علماء عاملين مهتمين بتعزيز قدرات البحث للمنطقة كلها. والتزمت المؤسسة ببناء علاقات بين المختبرات العربية والغربية وحصلت على 6 ملايين دولار من حاكم الشارقة، الذي وعد بعدم التدخل في شؤون إدارة المؤسسة، كما أنها ضمنت وجود قائد تشجيع cheerleader نشيط هو محمد عارف محرر العلوم والتكنولوجيا سابقاً في صحيفة «الحياة» في لندن، الذي زار قبل أسابيع مكاتب مجلة «نيتشر» في لندن وقدم مطالعة مشبوبة بالعاطفة نحو المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا. وتبدو وكالات البحث العلمي الغربية راغبة في بناء الصلات مع العلماء العرب، والمؤمل أنهم سيعملون مع المؤسسة. لكن التعاون على مستوى الحكومات يظل عرضة للأذى بسبب المشاكل السياسية للمنطقة ـ بعض الذين يرومون حضور ندوة الشارقة قادمون على سبيل المثال من العراق، البلد الذي قد يصبح قريباً ربما في حرب مع الولايات المتحدة.

لذلك يجدر بالمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا البحث عن متبرعين أفراد. وهنا قد ينفع المتحدرين من أصل عربي الذين يعيشون في الولايات المتحدة. وخصوصاً في مناطق الوسط الغربي من الولايات المتحدة حيث يمثل العرب الأميركيون قوة اقتصادية وسياسية صاعدة خطب ودها الرئيس جورج دبليو بوش في حملة الرئاسة عام .2001 وجدير بالذكر أن العالم الذي يتوقع أن يعينه بوش في منصب مدير المعهد القومي للصحة ولد وتعلم في الجزائر. وقد يبدو المثال مستفزاً لكن معهد وايزمن للعلوم في ريهوفوت في إسرائيل يشير إلى الاحتمال الكامن. فإن 17 في المائة من الموازنة السنوية البالغة 180 مليون دولار تأتي من تبرعات أكثر من نصفها تجمعه اللجنة الأميركية لمعهد وايزمن للعلوم، معظمها من اليهود الأميركيين. صحيح أن تقاليد التبرع للعلوم لا تقوم بين ليلة وضحاها، لكن المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا تعمل على إقناع العرب الأميركيين الأثرياء بمضاهاة نظائرهم اليهود في دعم البحث العلمي.

* افتتاحية مجلة «نيتشر» Nature الصادرة بتاريخ 14 مارس (آذار) 2002