جوانب من ماضي الكويت في خمسة أجزاء

TT

«سور الديرة» عنوان سلسلة كتب من خمسة أجزاء تتناول بعض جوانب ماضي الكويت. والكلمة الاولى من العنوان مستمدة من (السور) الممتد حول مدينة الكويت القديمة قبل ازالته في عام .1957 أما (الديرة) فالمقصود بها مدينة الكويت بالاصطلاح الشعبي.

تحدث المؤلف في الجزء الأول وعنوانه «ثوابت كويتية» عن الأدلة القاطعة التي تثبت سيادة واستقلالية الكويت، ابتداء بالنظام البريدي والمراسلات منذ عام 1770 حسب ماورد في سجلات «شركة الهند الشرقية» وسجلات مكتبة الخارجية البريطانية، بالاضافة الى اول مجموعة طوابع بريد حملت اسم الكويت تم تداولها منذ عام 1923 مرورا بأول عملة كانت تعرف باسم «طويلة الحساء» وكانت على شكل مشبك الشعر «ماشه».

أما الجزء الثاني (سوالف كويتية) فهو يتضمن السوالف والحكايات الشعبية ومعظمها واقعية وحدثت بالفعل والمراد منها استخلاص الحكمة والموعظة وبعضها ما يزال يروى في دواوين الكويت. ويتحدث المؤلف، في فصل، عن الألعاب الشعبية الكويتية التي مارسها الآباء والأجداد الا انها انقرضت في الوقت الحاضر، وحلت مكانها الالعاب المستوردة بالبطارية، التي لا تمت الى البيئة بأي صلة.

أما الجزء الرابع (المدينة القديمة.. والمهن والحرف والصناعات) فتناول المدينة القديمة التي اختفت تدريجيا منذ منتصف الخمسينات وحل مكانها بالتدريج المباني والعمارات والمحلات التجارية، وما تبقى في الوقت الحاضر منها قدر قليل من المساجد القديمة. والجزء الخامس، وهو ختام المجموعة، عبارة عن تجميع لبعض المواضيع المتفرقة التي لا تدخل ضمن بند محدد وأطلق عليه (تراث عام).

مجموعة قصصية: حكايات الهنود الأميركيين وأساطيرهم دمشق: فيصل خرتش صدر عن سلسلة ابداعات عالمية كتاب «حكايات الهنود الأميركيين وأساطيرهم» وهو مجموعة قصصية تتضمن حكايات قديمة وأساطير غنية، اهتم بجمعها الكاتب التشيكي فلاديمير هلباتش، وبذلك يفتح نافذة للوقوف على ثقافة أمة لم يعد لها وجود إلا في كتب التاريخ ومراجع الأنثربولوجيا، وتعكس هذه المجموعة معتقدات وثقافة هنود القارة الأميركية الشمالية، فيما يخص نواميس الطبيعة وظواهرها.

يتضح من خلال الحكايات انه كانت تعيش قبائل هندية عديدة في شمال اميركا، وكانت تختلف اختلافاً كبيراً في انماط معيشتها، فقد كان هنود الحراج في الشمال الشرقي، يعيشون على صيد الحيوانات البرية ويسكنون الأكواخ، وبما ان منطقتهم تكثر فيها البحيرات والأنهار، فقد كانوا يستخدمون القوارب المصنوعة من لحاء شجر البتولا في أسفارهم، ويملك ابطالهم سهاماً سحرية لا تخطئ أهدافها، ونعالاً تقود اصحابها الى الوجهة الصحيحة، وقوارب سحرية تحلق في الجو كما تحلق الطيور، كان ابطال هذه الأساطير يملكون كل ما يتمناه صيادو هذه المناطق لأنفسهم. اما هنود الجنوب الشرقي، فقد كانوا يحبون الاستماع الى قصص الحيوانات ولا سيما القصص الفكاهية وكان أعظم ابطالهم الأرنب والسنور والقيوط والثعلب. وتزخر هذه المنطقة بأساطير رائعة عن الذرة والتبغ والأعشاب الشافية.

وعاش بعض الهنود في الجنوب الغربي، في قرى، هي عبارة عن مساكن ذات مصاطب، لا يمكن الوصول اليها إلا عن طريق السلالم، وكانت ذات منفعة عظيمة لهم، عندما يتعرضون الى هجوم معاد، إذ تتحول القرية الى حصن حقيقي منيع أمام اعدائهم. وقد وجد سكان القرى تفسيراً للظواهر الطبيعية المتعددة في نشاطات القوى الخارقة للطبيعة والأرواح، وبما ان المنطقة كانت عرضة للقحط، فان للمطر الواهب الحياة دوراً مهماً في أساطيرهم.

أما الهنود في المناطق الساحلية الشمالية الغربية، فقد كانوا يسكنون بيوتاً من خشب الأرز ويعيشون على صيد الأسماك ويستخدمون الشباك والسلال لاصطياد سمك السلمون المهاجر من الأنهار، وجازوا البحار في قوارب ضيقة يحملون الحراب ليبارزوا الحيتان. وكان للمحيط دور في خرافاتهم وأبطالهم على الدوام هي الحوت والسلمون وطائر الرعد، اضافة الى حملة الحراب من الصيادين الأشداء ، كانوا ينصبون أعمدة الطواطم ويقيمون احتفالاً كبيراً يحضره البعيد والقريب، لارتباطه بالعيد الكبير حيث يتم تبادل الهدايا. والهنود في أقصى شمال كندا الذين يجاورون الاسكيمو، كانوا يصطادون الرنة، وينتعلون القباقب الثلجية والمزالق كي يتجولوا في بلاد يغطيها الثلج في معظم السنة، لذلك كانت حكاياتهم وأساطيرهم تتحدث عن عدوين ملازمين لهم: البرد والجوع. ودائماً كان القلموت (الغليون) هو من يروي هذه الحكايات، والهنود يعتبرونه بمنزلة المحراب ويستخدمونه وسيطاً يشفع لهم عند الأرواح او ليعبر عن شكرهم. وكان يصنع من خشب شجر الدردار، أقدس شيء عرفه الهنود، وكانوا يصبغون انبوبته بألوان رمزية ويزينونه بريش النسر، ويصنعون تجويفه المحفور من الحجر الصابوني الأحمر. وقد لعب القلموت دوراً رئيسياً في مجالسهم واحتفالاتهم، ولا سيما في محادثات الصلح مع القبائل المعادية، لذلك كان من الطبيعي ان يطلق عليه لقب «غليون السلام».

خصائص المغرب السياسية قديما وحديثا الرباط: سعيدة شريف صدرت أخيرا عن دار طارق للنشر بالدار البيضاء وبدعم من المصالح الثقافية لسفارة فرنسا بالمغرب، الترجمة العربية لكتاب «مغرب المرحلة الانتقالية» لبيير فيرمورين الذي صدر بالفرنسية خلال العام الماضي، وترجمه إلى العربية الباحث علي آيت احماد.

ويقدم هذا الكتاب، الذي تقع ترجمته العربية في 230 صفحة من الحجم المتوسط والذي أهداه بيير فيرمورين الى «الطلاب المائة والثمانين الذين كانت لي متعة العمل الى جانبهم بالرباط، حتى يعملوا على بناء مغرب الغد»، صورة عن المغرب «مغرب المرحلة الانتقالية» بكل تنوعاته وتعقيداته، ويحاول الكشف عن خصائص المغرب السياسية التاريخية منها والحديثة، كما يقف على التحولات والطفرات التي حققها المغرب في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي مكنت من معاينة وضعيته ومكانته داخل منظومة البلاد المغاربية.

هذه هي حقيقة المغرب «بلد البلدان العديدة، بلد المتناقضات»، الحقيقة المعقدة والخلابة ـ حسب تعبير الكاتب بيير فيرمورين في مقدمة كتابه ـ التي حاول عرضها في هذا الكتاب المؤلف من خمسة أجزاء. فبعد اطلالة تاريخية اجمالية تركز على تطور «المخزن»، هذا الجهاز السياسي المركزي البالغ الخصوصية، ينتقل الكاتب في الباب الأول من هذا الكتاب الذي يتوزع الى ثلاثة فصول: (الحماسة الملكية تزعزع المخزن، نظام سياسي في طور التحول والتسيس من أسفل) للحديث عن الأطر السياسية المؤسسية لمغرب المرحلة الانتقالية عند منعطف القرن الواحد والعشرين. ويفرد البابين: الثاني والثالث لمعالجة القضايا الاجتماعية والصعوبات التي كانت تقف في وجه التنمية الشاملة بالمغرب وذلك بالوقوف عند اربعة أسئلة كبرى بالمغرب هي: سؤال المرأة، سؤال الأمازيغية، سؤال الساحة الفكرية والثقافية وسؤال النخبة. أما في البابين الأخيرين فيعالج فيهما الكاتب الاقتصاد المغربي وادماجه في الاقتصاد العالمي ومكانة المملكة المغربية على الساحة الدولية.

وبيير فيرمورين دكتور متخصص في تاريخ العالم المعاصر ـ جامعة السربون ـ واستاذ في التاريخ، وقد أمضى ثماني سنوات في بلدان افريقيا الشمالية، منها سبع سنوات بالمغرب حيث امتهن التدريس. وله كتاب سيصدر قريبا في موضوع «تكوين النخب بواسطة التعليم العالي بالمغرب وتونس في القرن العشرين».

كتاب بالفرنسية: قانون البيئة البحري والساحلي المغربي الرباط : «الشرق الأوسط» صدر أخيرا عن مطابع «لي بيل كولور» بالرباط مؤلفا باللغة الفرنسية في موضوع «قانون البيئة البحري والساحلي المغربي» للباحث المغربي العربي السباعي. وتشكل هذه الدراسة مرافعة يدافع من خلالها الباحث عن ضرورة حماية الثروة البحرية الوطنية والحفاظ على نظامها الايكولوجي، خصوصا أن السواحل المغربية تمتد الى 963 كيلومترا، أي ما يمثل نسبة واحد على تسعة من مجموع السواحل الافريقية.

يثير الباحث الانتباه الى أن 60 في المائة من حركة الملاحة البحرية العالمية تمر بالقرب من السواحل المغربية، وأن نحو 160 باخرة في المتوسط تعبر يوميا المسلك الدولي لمضيق جبل طارق، وهي في جزء كبير منها بواخر محملة بالمحروقات وبمواد خطيرة وضارة.

وإلى هذه المخاطر المحتملة يضيف الباحث مخاطر أخرى لها نفس الوقع الضار على البيئة البحرية والساحلية المتوسطية والأطلسية وهي تلك المخاطر المترتبة عن تمركز أغلب الانشطة السياحية والفلاحية والصناعية وكذا التكدس العمراني على السواحل، مشيرا الى أن المغرب مدعو بقوة الى الالتزام أكثر بقانون البيئة البحري، وكذا العمل باستمرار على المسايرة والتكيف مع التيار الايكولوجي العالمي الذي يحث بإصرار منظومة الأمم المتحدة والحكومات والمجتمع المدني على إعطاء دفعة نوعية للجهاز المعياري الموظف على المستوى الدولي.

ويتألف الكتاب من ستة فصول، يعالج الفصل الأول منها أسباب هشاشة البيئة البحرية والساحلية المغربية. ويتطرق الثاني الى حالات معينة من حالات التلوث الناجمة عن بعض الحوادث البحرية. ويتناول الفصل الثالث دور المؤسسات المسؤولة عن البيئة البحرية والساحلية المغربية. ويحلل الفصلان الرابع والخامس التشريع الوطني والدولي في المجال البيئي البحري والساحلي، بينما يتضمن الفصل السادس قراءة في بعض مشاريع النصوص ذات الصلة بهذه القضية، خصوصا ما يتعلق منها بمشروع القانون الخاص بالصيد البحري وحماية النظام الحيوي البحري ومشروع القانون المتعلق بحماية الساحل ومشروع قانون حول حماية البيئة والنهوض بها.

وقد سبق للباحث العربي السباعي أن أصدر كتابي: «الصيد الصناعي وصناعة الصيد البحري في المغرب» 1990 و«دليل التشريع المغربي المتعلق بالبحر والموانئ». كما حضر رسالة جامعية في موضوع «الصيد الصناعي في المغرب 1912/2000» وأنجز بحوثا متعددة تتعلق بالبيئة والصيد البحري والتنوع البيئي.