خصائص المغرب السياسية قديما وحديثا

TT

صدرت أخيرا عن دار طارق للنشر بالدار البيضاء وبدعم من المصالح الثقافية لسفارة فرنسا بالمغرب، الترجمة العربية لكتاب «مغرب المرحلة الانتقالية» لبيير فيرمورين الذي صدر بالفرنسية خلال العام الماضي، وترجمه إلى العربية الباحث علي آيت احماد.

ويقدم هذا الكتاب، الذي تقع ترجمته العربية في 230 صفحة من الحجم المتوسط والذي أهداه بيير فيرمورين الى «الطلاب المائة والثمانين الذين كانت لي متعة العمل الى جانبهم بالرباط، حتى يعملوا على بناء مغرب الغد»، صورة عن المغرب «مغرب المرحلة الانتقالية» بكل تنوعاته وتعقيداته، ويحاول الكشف عن خصائص المغرب السياسية التاريخية منها والحديثة، كما يقف على التحولات والطفرات التي حققها المغرب في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي مكنت من معاينة وضعيته ومكانته داخل منظومة البلاد المغاربية.

هذه هي حقيقة المغرب «بلد البلدان العديدة، بلد المتناقضات»، الحقيقة المعقدة والخلابة ـ حسب تعبير الكاتب بيير فيرمورين في مقدمة كتابه ـ التي حاول عرضها في هذا الكتاب المؤلف من خمسة أجزاء. فبعد اطلالة تاريخية اجمالية تركز على تطور «المخزن»، هذا الجهاز السياسي المركزي البالغ الخصوصية، ينتقل الكاتب في الباب الأول من هذا الكتاب الذي يتوزع الى ثلاثة فصول: (الحماسة الملكية تزعزع المخزن، نظام سياسي في طور التحول والتسيس من أسفل) للحديث عن الأطر السياسية المؤسسية لمغرب المرحلة الانتقالية عند منعطف القرن الواحد والعشرين. ويفرد البابين: الثاني والثالث لمعالجة القضايا الاجتماعية والصعوبات التي كانت تقف في وجه التنمية الشاملة بالمغرب وذلك بالوقوف عند اربعة أسئلة كبرى بالمغرب هي: سؤال المرأة، سؤال الأمازيغية، سؤال الساحة الفكرية والثقافية وسؤال النخبة. أما في البابين الأخيرين فيعالج فيهما الكاتب الاقتصاد المغربي وادماجه في الاقتصاد العالمي ومكانة المملكة المغربية على الساحة الدولية.

وبيير فيرمورين دكتور متخصص في تاريخ العالم المعاصر ـ جامعة السربون ـ واستاذ في التاريخ، وقد أمضى ثماني سنوات في بلدان افريقيا الشمالية، منها سبع سنوات بالمغرب حيث امتهن التدريس. وله كتاب سيصدر قريبا في موضوع «تكوين النخب بواسطة التعليم العالي بالمغرب وتونس في القرن العشرين».