صحف وشخصيات صحافية سعودية

كتاب يوثق للبدايات الأولى في المنطقة الشرقية والاتجاهات الفكرية والسياسية

TT

للباحث السعودي محمد عبد الرزاق القشعمي صدرت اخيراً أول اجزاء كتاب «البدايات الصحافية في المملكة العربية السعودية» الذي خصص عن نشأة الصحافة في المنطقة الشرقية.

والكتاب الذي يتكون من اكثر من 300 صفحة من الحجم الكبير يحتوي على سجل وثائقي تحليلي لأوليات الصحافة في هذه المنطقة، وتقديم قراءات مقاربة لاتجاهاتها الفكرية والثقافية والنقدية.

ويعتمد المؤلف على الرؤية التي قدمها الشيخ حمد الجاسر ونشرها في مجلة العرب (نوفمبر 1982) بأن: نشوء الصحافة في مدينة الرياض فتح الباب لنشوئها في المنطقة الشرقية، حيث صدرت صحيفتا «أخبار الظهران» و «الفجر الجديد» في عام 1374هـ وصحيفتا «الخليج العربي»» و «الاشعاع» في عام 1375 هـ ثم جريدة «اليوم» عام 1384 هـ، أما «قافلة الزيت» التي اصدرتها شركة «الزيت العربية السعودية ـ ارامكو» فكانت ذات وضع خاص. وكانت حركة الطباعة والنشر قد شهدت نمواً بعد انتاج النفط، وأسس خالد الفرج أول مطبعة تجارية عام 1953 هي «المطبعة السعودية» ثم أنشأ عبد الله الملحوق مطابع «شركة الخط للطباعة والنشر» والتي اصدرت جريدة «اخبار الظهران» كأول جريدة في المنطقة، وفي عام 1959 اسس خالد الدبل مطابع «الوفاء».

وأهم ما اعتمد عليه القشعمي الشهادات الحية لكثير من رواد الصحافة في المنطقة الشرقية وابرزهم الشيخ عبد الكريم الجهيمان، وعبد العزيز السنيد، ويوسف الشيخ يعقوب، وسعد البواردي، وعبد الله شباط. وبينها شهادات حديثة لرواد الصحافة في الشرقية.

وقد دون شهادات حية واخرى تعود لمذكرات وكتب منشورة للشيخ عبد الكريم الجهيمان، عن تجاربه في اصدار «أخبار الظهران» بالتعاون مع عبد الله الملحوق، واستعان الباحث بما كتبه الجهيمان في كتابه «مذكرات وذكريات من حياتي»، وما كتبه علي جواد الطاهر في كتابه معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية»، ومحمد ناصر عباس في «موجز تاريخ الصحافة السعودية» وغيرهم.

ويتطرق القشعمي للمقال الذي ادى بصحيفة «أخبار الظهران» إلى التوقف وحجز رئيس تحريرها عبد الكريم الجهيمان واحداً وعشرين يوماً، وهو المقال الذي عد واحدا من اهم محطات الرائد عبد الكريم الجهيمان، وكان بعنوان «نصفنا الآخر» ونشر في عددين بقلم (م. البصير من الدمام) ويدعو المقال لحق البنات في التعليم.. تلاه نشر مقال آخر بعنوان: «في شؤوننا لا تهيب ولا أوهام». دافع هو الآخر عن المقال الأول رغم الزوبعة التي احدثها وطالب بحل العقبات التي تعترض سبيل تعليم البنات.

واستمرت تجربة الجهيمان مع «أخبار الظهران» حتى العدد 44 بتاريخ 29/4/1957 بعد ايقافه وقفل الصحيفة. وبعد ان عاودت الصحيفة الظهور من جديد بعد عامين في 23/4/1961 لم يكن الجهيمان في طاقم تحريرها، لكنها نشرت بعض مقالاته، التي توقفت نهائياً بعد صدور قانون المؤسسات الصحافية عام 1962، كذلك تطرق لصحيفة «الفجر الجديد» التي صدر العدد الأول منها عام 1955 وكان صاحب الامتياز فيها احمد الشيخ يعقوب ورئيس تحريرها يوسف الشيخ يعقوب، وهي صحيفة نصف شهرية، وكان المانشيت الأول «يشجب الاحلاف العسكرية ويحبط الاهداف الاستعمارية الغاشمة التي ارادها رسولا الاستعمار نوري السعيد ومندريس» والمقصود هنا بحلف بغداد بين العراق وتركيا، أما العدد الثاني فجاء العنوان الأول على كامل الصحيفة بالشكل التالي (الشعوب العربية المناضلة توجه طعنة نجلاء الى قلب حلف نوري ـ مندريس..) وفي صياغة الخبر امتزج السياسي بالأدبي، والمهني بالعاطفي حتى تضمن الخبر في الصفحة الأولى التنديد بالحلف وتمجيد دور الامة العربية والشعوب المناضلة وهي لغة لم تكن مألوفة كثيراً ثم يتضمن الخبر بيت الشعر «من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرح بميت إلام».

واستمر اصدار «الفجر الجديد» حتى العدد الثالث، حيث تم ايقافها وعددها الرابع في المطبعة. وكان عمرها أقل من سنة واحدة.

ومن المجلات التي وثق مسيرتها القشعمي، مجلة «الإشعاع» وهي مجلة شهرية أدبية صدر العدد الأول منها في سبتمبر 1955، وصاحبها سعد البواردي، وكتب فيها عبد الله شباط وعبد الله بن خميس وعبد العزيز المسند، والصحيفة من التجارب التي حاول اصحابها تأكيد الجانب المهني في العمل الصحافي، فركزت على الأبواب الخبرية والأدبية والتحقيقات والمقابلات والنصوص الشعرية والقصصية، واستمرت عامين حتى توقفت.

وصدرت في بداية عام 1958 صحيفة «الخليج العربي»، التي مرت بمراحل مد وجزر، وكان رئيس تحريرها عبد الله شباط، ولكنها توقفت بعد العدد الثاني، وعاودت الصدور كمجلة شهرية ادبية، وتوقفت مرة اخرى الى ان صدرت مرة ثالثة كجريدة اسبوعية، الى ان توقفت نهائياً بعد صدور قانون المؤسسات الصحافية. ويتحدث القشعمي كذلك عن الشخصيات الصحافية مقدما بعض المعلومات عنهم وقراءة في سيرتهم الذاتية.

* بدايات الصحافة السعودية في المنطقة الشرقية

* المؤلف: محمد عبد الرزاق القشعمي