مقاه أدبية في مدن مغربية وتظاهرة خاصة بتطوان بعيد الكتاب العالمي

TT

يحتفل العالم في الثالث والعشرين من أبريل (نيسان) من كل عام باليوم العالمي الذي لم يصبح بعد للأسف تقليداً عربياً، سواء على المستوى الشخصي أو الرسمي، إذا استثنينا المغرب الذي يحتفل بهذا اليوم منذ منتصف ثلاثينات القرن الماضي، وخاصة المنظمات المهنية غير الرسمية. بمناسبة اليوم العالمي للكتاب الذي يصادف اليوم ينظم اتحاد كتاب المغرب تظاهرة أدبية هامة تتمثل في المقاهي الأدبية التي افتتحها الاتحاد بهذه المناسبة منذ العام الماضي. وكذلك سيحتفي المكتب المركزي للاتحاد بمقهى «باليما» في الرباط باصداراته الجديدة المدعومة من سفارة الكويت بالرباط، والتي وصلت الى 21 اصدارا موزعا بين الشعر والقصة والرواية والدراسة الأدبية اضافة الى الأعمال الفائزة بجائزة اتحاد كتاب المغرب للمبدعين الشباب. وبتنسيق مع «الجمعية الجهوية للكتبيين المغاربة» سينظم الاتحاد مجموعة من اللقاءات الأدبية وتوقيعات الكتب بحديقة مسجد بدر بأكدال بالرباط. وكان من المتوقع أن ينظم الاتحاد سهرة للكتاب المغاربة بمسرح محمد الخامس يخصص ريعها للفلسطينيين، ولكنها ألغيت للظروف العصيبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني. أما «بيت الشعر» فسيقدم خلال لقاءات السبت الشعري المفتوحة الاصدارات الشعرية الجديدة، وينظم لقاءات مفتوحة مع الشعراء أو مع النقاد، في حين تظل وزارة الثقافة والاتصال هي الغائب الأكبر خلال هذه التظاهرة على الرغم من أنها تتوفر على مديرية خاصة بالكتاب. وفي المقابل تظل تظاهرة عيد الكتاب بتطوان (شمال المغرب) هي أكبر حدث ثقافي يشهده المغرب بمناسبة اليوم العالمي للكتاب منذ أربع سنوات، حيث تلتئم من 20 الى 28 أبريل الحالي الدورة الخامسة لـ«عيد الكتاب» الذي تنظمه المجموعة الحضرية ونادي الكتاب التابع لكلية الآداب والعلوم الانسانية وفرع اتحاد كتاب المغرب بتطوان. وتشارك مجموعة من الكتاب والأدباء والمفكرين العرب والأجانب في الأنشطة الثقافية المنظمة بهذا الخصوص، ومنها الملتقى الدولي للحوض المتوسطي حول «حوار الثقافات: نقد وآفاق». وترتكز محاور هذا الملتقى على الفضاء المتوسطي: تاريخ وحضارة ـ الفضاء المتوسطي وحوار الثقافات ـ الفضاء المتوسطي وحوار الأديان ـ التثاقف المتوسطي: العوائق ومستقبل العلاقات الثقافية في مجتمعات المتوسط. وتشارك في هذه التظاهرة مجموعة من الشخصيات الثقافية والفكرية منهم : محمد أركون (فرنسا)، فؤاد سيزيكين وفيشلر (ألمانيا)، احسان جاسم (تركيا)، عز الدين مرسي (السعودية)، ناصر الدين الأسد (الأردن)، أحمد برقاوي الكاتب الفلسطيني المقيم بسورية وابراهيم النجار من (الامارات العربية المتحدة)، بمشاركة بعض المدن الاسبانية، من بينها الجزيرة الخضراء وخيريس ومالقا، وبعض الدول العربية كالكويت وفلسطين والمملكة العربية السعودية والجزائر وتونس. فيما تظل مساهمة دور النشر والتوزيع المغربية في هذه التظاهرة مساهمة محدودة تقتصر على ثلاث دور للنشر على أقصى تقدير في مقابل مشاركة جل الكتبيين المحليين. أما أنشطة فرع اتحاد كتاب المغرب بتطوان، الذي يبدو أنه قد تجاوز نسبيا خلافاته مع الجهة الحاضنة لهذه التظاهرة، فانها تتضمن ندوة حول «المشروع الديمقراطي بالمغرب» يساهم فيها كل من: محمد الفقيه البصري، عبد الله ساعف، عبد الله الحمودي، عبد اللطيف حسني، عبد الحميد البجوقي، حسين المجدوبي، أحمد حرزني وخالد السفياني. اضافة الى محاور خاصة بـ«القصة القصيرة الجديدة بالمغرب» و«الممارسة المسرحية بشمال المغرب»، وقراءات قصصية وشعرية تساهم فيها مجموعة من الشعراء والقصاصين المغاربة، ثم لقاء حول «تطورات القضية الفلسطينية». وتظاهرة عيد الكتاب بتطوان ومنطقة شمال المغرب تعود الى منتصف الثلاثينات من القرن الماضي، حين كان الاسبان يحتفلون يوم 23 أبريل بذكرى وفاة الكاتب الاسباني سرفانتيس صاحب «دون كيشوت» ثم اختاروا ذلك التاريخ للاحتفال بعيد الكتاب فنقلوا معهم ذلك التقليد الى المنطقة الشمالية بالمغرب وخصوصا مدينة تطوان أثناء فترة الحماية. وفي فبراير (شباط) 1940 تحققت رغبة عبد الخالق الطريس الذي كان يشغل منصب المدير العام للأوقاف الاسلامية في الحكومة الخليفية باقرار يوم 23 أبريل (نيسان) عيدا للكتاب العربي على غرار الكتاب الاسباني، فاستمرت الاحتفالات بعد ذلك بعيد الكتاب في تطوان والمنطقة الشمالية من المغرب. وبعد انقطاع دام أربعين سنة عادت تظاهرة عيد الكتاب من جديد في أبريل عام 1998 بمبادرة من اتحاد كتاب المغرب والمجموعة الحضرية بتطوان ونادي الكتاب بتطوان الذي تأسس في يونيو (حزيران) .1998