مركز علمي لتوثيق آثار القاهرة الإسلامية

TT

في أول بادرة من نوعها لتوثيق الصور الانشائية والمعمارية والفوتوغرافية التي خططها المهندسون في بداية القرن التاسع عشر لآثار القاهرة الاسلامية، بدأت وزارة الثقافة المصرية في تحويل احد مباني العصر العثماني الأثرية بالقاهرة الى مركز علمي لتوثيق هذه الصور وتوفيرها للباحثين.

وذكر أيمن عبد المنعم مدير مركز معلومات جهاز القاهرة التاريخية أنه تقرر تحويل تكية أبو الذهب الأثرية التي تعود للعصر العثماني لتكون مركزاً علمياً لتوثيق آثار مدينة القاهرة يضم جميع الصور الانشائية والمعمارية والفوتوغرافية لهذه الآثار، التي يعود تاريخ بعضها الى أكثر من 150 عاماً.

وترجع أهمية هذه الصور والوثائق لتوفيرها معلومات تاريخية عن آثار القاهرة عبر عصورها المختلفة. وستستخدم في هذا المركز وسائل العرض الحديثة، مثل اجهزة الكومبيوتر والشاشات السينمائية، حيث تعرض من خلالها الصور والرسومات الهندسية والانشائية في شكل بانورامي للاثار التاريخية، ويستطيع الزائر استخدام وسائل العرض بسهولة للتعرف على تاريخ الأثر ومراحل ترميمه وتطويره.

كما سيضم المركز قسماً يعني بحفظ اصول الوثائق والرسوم والصور التي يعد بعضها اثراً الآن، مثل مشروع مسجد محمد علي باشا بقلعة صلاح الدين الايوبي بالقاهرة والمراحل الانشائية لبنائه وصوره المعمارية.

كما يشمل المركز أول مكتبة علمية متخصصة بمصر في مجال الترميم تخدم الباحثين والعاملين والمهتمين بهذا المجال، وقد عرض الكثير من اساتذة الجامعات المصرية والغربية المتخصصين في ترميم الآثار التبرع بمكتباتهم الخاصة لتضاف الى هذه المكتبة الضخمة.

وتعتبر (التكية) من المنشآت الدينية التي انتشرت في العصر العثماني لتحل محل الخانقاوات وأدت نفس وظيفتها وهي إيواء المتعبدين المنقطعين للعبادة، كما أضيفت لها مهمة اخرى في العصر العثماني، وهي اعالة الدراويش والتنابلة والعاطلين من العثمانيين المهاجرين من الدولة الام والنازحين الى الولايات الغنية وقتها مثل مصر والشام. وسميت التكية بهذا الاسم اشارة الى أن اهلها المقيمين متكئون، اي معتمدون في ارزاقهم على رواتبهم من التكية، واستمر سلاطين ال عثمان وامراء المماليك وأغنياء المصريين في الانفاق على التكايا ومن فيها. وينجز هذا المشروع بالتعاون مع منظمة اليونيسكو.