اعلانات هزت القرن العشرين

TT

الاعمال العشرون التي اختارها جيمس بي تووتشيل كأفضل أعمال في تاريخ صناعة الاعلان الاميركية، توضح مدى تأثير الاعلانات على التاريخ البشري. فمن أدوية ليديا بنكهام، «التي تشفي جميع المتاعب النسائية» الى أحذية نايكي التي يرتديها مايكل جوردن قدم تووتشيل نبذة تاريخية سريعة لتأثير الاعلانات على البيوت، وعلى ثقافتنا مثل ذلك الاعلان عن لحم البقر. وبعض هذه الاعمال كانت مدهشة ومبهرة مثل حملة اعلانات «الماس يبقى للأبد» والتي حولت الماس من مجرد كونه حجرا نادرا، الى «تمائم» يشتريها المرء ولا يبيعها «مما أثر على سوق الماس وقلل سعره». وقد استخدم كبار النجوم في الاعلان من خلال مشاهد لشهر عسل لخلب عقول النساء، ولم ينس أن يقدم الحقائق العلمية ليقنع الرجال بأن الماس هو الاستثمار الحقيقي. كذلك حققت حملة اعلانات «نحن نعمل بجد» عن طريقة جوجي تسو في العلاج النفسي لكل من في دبليو بوج وآفيز هدفها تماما. ونفس الشيء حدث مع اعلان «هل فعلت أم لا» فقد استطاعت هذه الحملة اقناع النساء بامكانية صبغ الشعر الأبيض دفعة واحدة بصبغة كلاريول. وأغرى الاعلان الاشخاص الذين يخانون على هيئاتهم، كما ان وجود الفتيات الصغيرات في الاعلان ساعد على ذلك، باعتبار ان البنات الصغيرات يصبغن شعورهن أيضا، اضافة الى استخدام عبارة «وحده مصفف شعرها الذي يعرف الحقيقة» فقد طمأن أصحاب صالونات تصفيف الشعر من أنهم لن يفقدوا الزبائن، ما دام من الممكن استخدام صبغة كلاريول في المنزل. في هذا الكتاب كثير من القصص المشوقة، ومنها ان اعلان «آناسين» عن علاج الصداع، الذي تكلف 8.200 دولار، لكنه حقق عائدا يقدر بـ36 مليون دولار. وكان على شكل مطرقة في الرأس، وجعل المصمم الفنان الذي ظهر في الاعلان يشبه في شكله سانتا كلوز. وكذلك كيف هزم إل بي جي منافسه جولدووتر بفضل الاعلان الذي كانت بطلته فتاة تشبه شخصية الضحية في فيلم فرانكشتاين، وكانت تقطف وريقات وردة وتعدها، بينما على الجانب الآخر كان هناك مذيع يتحدث عن انفجار قنبلة نووية ليذكر الناس بخطاب جولدووتر الذي نادى فيه بضرب فيتنام وجعلهم توتشيل ينسون ان الحرب في الأصل كانت خطأ إل بي جي في المقام الأول. وهناك عدة نقاط اشار اليها توتشيل، كمؤلف ومراقب ثقافي. فجميع القوائم التي تتضمن أفضل الاعلانات تأتي عادة من الوكالات والمؤسسات والافراد. لكن العشرين اعلانا التي اختارها كانت أكثر عمقا وأكثر من كونها مجرد تصميمات ممتعة. وكان بعضها يغلب عليه الحركة والبديهية. وتعمد توتشيل اختيار الاعلانات غير العادية، اضافة الى الاعلانات الأكثر شهرة وأعاد شرحها بلغة عصرية. قد يبدو كل اعلان من العشرين اعلاناً التي عبرت عن قرن كامل شيئاً بسيطاً في حد ذاته من الخارج، لكنها، حين ندقق فيها سنجد انها اعلانات رائعة. وكما يضم المتحف لوحات عظيمة، فان أي متحف للاعلانات سيضم هذه الاعلانات العشرين، حتى ولو كانت المنتجات التي أعلنت عنها لم تعد موجودة. انها ليست اعلانات لترويج بيع منتج فقط، بل غيرت الطريقة التي نبيع بها الاشياء، مثل ذلك الاعلان الذي استطاع ان يجعل السيارة الفولكس فاجن الصغيرة في عام 1962 تبدو في شكل أكبر حتى من البويك والدودج. وكان هناك اعلان في عام 1942 استطاع ان يوقف الشكوى من سوء الخدمة في عربات القطارات والفضل لحملة اعلانية طويلة جعلت السفر يبدو كما كان ذهابا لحضور مباراة تنس. وهناك ايضا الحملة الاعلانية لمعجون اسنان عادي نجحت في أن تجعله يحقق أفضل المبيعات، وكذلك الحملة الاعلانية التي وجهت المجتمع لدفع أموال طائلة في حجر كريم، والحملة التي قادت المجتمع لقبول منتج جديد غير مألوف. مع ذلك، فان كتاب توتشيل «20 اعلانا هزت العالم» جاء مخيبا للآمال من بعض النواحي. فالتحليلات التي وردت مع الاعلانات تم اختيارها من كتابه السابق «ادكولت يو اس ايه» وللأسف ورغم وجود اعلان اسلاك المصابيح الفورسنتية بعوازلها الوردية والصفراء، الا ان توتشيل تجاهل تماماً تأثير الانترنت على الاعلان. والقراء المهتمون بالعلاقات بين الوحدات التجارية والمجتمع يمكنهم الاطلاع على كتاب توتشيل السابق «ادكولت يو اس ايه»، وأما طلاب الاعلان فيمكنهم ان يجدوا اشياء أكثر قيمة عن كيفية اعداد اعلان في كتاب جوديت ويليام سون «اساسيات الاعلان».