جزء أول من موسوعة «الفنون الجميلة المصرية»

TT

لمناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي تشهد العاصمة المصرية القاهرة هذه الأيام فعاليات دورته الـ44؛ أصدرت «الدار المصرية اللبنانية» الجزء الأول من «موسوعة الفنون الجميلة المصرية.. في القرن العشرين» للكاتب صبحي الشاروني.

وحول دوافعه لإصدار هذه الموسوعة في هذا الوقت بالذات الذي يواجه فيه الفن تعنتا من قبل التيارات الإسلامية المتشددة يصل إلى حد التحريم، يقول الشاروني: «الفن في مصر يواجه عدوين خبيثين هما التزييف والتطرف، والموسوعة هدفها إبراز إنجازات الأسلاف في ظل غياب المعلومات الموثقة، ونحن نبدأ بتقديمهم لأننا نفخر بهم، ونعتز بدورهم الرائد البطولي ونأسف لما يتعرضون له من المغرضين».

وأورد المؤلف في فصل بعنوان «رأي الشريعة الإسلامية حول فوائد الفنون الجميلة» رأي الإمام الشيخ محمد عبده في فتواه حول ضرورة الفنون الجميلة من رسم ونحت للناس، التي انتهى فيها إلى القول: «يغلب على ظني أن الشريعة الإسلامية أبعد من أن تحرم وسيلة من أفضل وسائل العلم، بعد تحقيق أنه لا خطر فيها على الدين لا من جهة العقيدة ولا من جهة العمل».

يقع الجزء الأول من الموسوعة في 140 صفحة من القطع الكبير، وهي بحسب المؤلف خلاصة جهد متواصل استمر على مدى أكثر من ثلاثة عقود لتوثيق حركة الفنون الجميلة المصرية. ويقول: «هذا الجهد المتواصل أتاح إصدارها بهذا الشمول والموسوعية، رغم ما واجهته من صعوبات، فقد كان التوثيق وجمع المعلومات عن الفنانين والرواد صعبا ليس فقط بالنسبة لتاريخ نشاطهم، ولكنه امتد أيضا إلى لوحاتهم وتماثيلهم». ويتابع: «الموسوعة تضيء جانبا غاية في الأهمية من تاريخ مصر الاجتماعي والفني، وكيف كان الأثرياء في القرن العشرين يشجعون الفنون والآداب كما تكتسب الموسوعة أهميتها من اكتشافها لفنانين مجهولين في تاريخ مصر الفني». الفنانون الذين تشملهم الموسوعة يتجاوز عددهم 144 فنانا، على رأسهم الأمير يوسف كمال، راعي الفنون، الذي أنشأ مدرسة الفنون الجميلة عام 1908، كما أنه من أرسل المثال الموهوب محمود مختار عام 1911 إلى باريس للدراسة على نفقته.

يذكر أن مؤلف الموسوعة صبحي الشاروني، أحد المتخصصين في نقد الفنون الجميلة والتأريخ للحركة الفنية المصرية، وهو حاصل على درجة دكتوراه الفلسفة في الفنون الجميلة من جامعة حلوان عام 1994. وتولى رئاسة تحرير سلسلة «دراسات في نقد الفنون الجميلة» ممثلا للجمعية المصرية للنقاد، كما أشرف على إعداد الكتب الخمسة الأولى في سلسلة «وصف مصر المعاصرة من خلال الفنون التشكيلية» التي أصدرتها الهيئة العامة للاستعلامات في مصر بين عامي 1983 و1987.