4 دور نشر سورية تمكنت من المشاركة في المعرض.. والبقية أوكلت المهمة للتركية واللبنانية

الكناني لـ «الشرق الأوسط»: الوضع الراهن في دمشق لم يساعدها على الحضور القوي

TT

رغم تنافس 957 دار نشر وهيئة حكومية وأهلية وخيرية في معرض الرياض الدولي للكتاب 2013 من أصل 1217 جهة قدمت طلبات للمشاركة، فإن غياب الحضور العربي عن المعرض كان بارزا بسبب «الربيع العربي»، خصوصا سوريا التي تعيش حالة حرب منذ عامين.

ونظرا لأهمية هذا المهرجان الثقافي الضخم الذي يستقطب الملايين من الزوار ويستمر لعشرة أيام، خصوصا بعد أن ألغي كثير من المعارض في الأقطار العربية بفعل الأحداث التي تمر بها المنطقة؛ لجأت دور نشر سورية لجاراتها في لبنان وتركيا لتقوم بتوزيع عدد من إصدارات تلك الدور السورية بالإنابة عنها.

وأوضح عبد الله الكناني، مساعد مدير المعرض للشؤون الفنية، لـ«الشرق الأوسط»، أن 4 دور نشر سورية فقط هي التي تمكنت من المشاركة في معرض الرياض للكتاب، موضحا أن العديد من الدور السورية أبدت رغبتها في المشاركة منذ وقت طويل، إلا أن الوضع الراهن في سورية لم يساعدها على المشاركة.

وأكد الكناني أن اللجان المشكلة لإدارة المعرض أنهت مهامها واستكملت إجراءات التسجيل النهائي قبيل بداية المعرض، مشيرا إلى أن التسهيلات كافة منحت للعارضين ودور النشر لدخول شحنات الكتب عبر المنافذ الحدودية، وإصدار تأشيرات المشاركين من الخارج، وتسكين مواقع هذه الجهات بعد تحديدها وفق المعايير والضوابط المعمول بها محليا. وبينت إدارة المعرض أن 211 جهة ناشرة قدمت طلبات للتسجيل في المعرض إلى اللجنة المشرفة على تنظيم المعرض بعد انتهاء وقت التسجيل.

إلى ذلك، قام عدد من دور النشر المشاركة في المعرض بالترويج لكتبها عبر عدد من الوسائل الإعلامية التي كان في مقدمتها شبكات التواصل الاجتماعي («تويتر» و«فيس بوك»)، من خلال التعريف بإصداراتها الحديثة التي تعتزم طرحها ضمن معروضات جناحها بمعرض الرياض للكتاب.

في حين يجد عدد من الدور المشاركة متابعة من قبل هواة القراءة والمتابعين للشأن المعرفي لما تثيره بعض إصداراتها من جدل ثقافي ومعرفي بين رواد معرض الكتاب.

وتبرز هذا العام دور نشر مثل «مركز المسبار للدراسات والبحوث»، و«دار مدارك للنشر»، و«الشبكة العربية للأبحاث والنشر»، و«مركز نماء للبحوث والدراسات»، و«مركز الانتشار العربي والمركز الثقافي المغربي»، بالعديد من الإصدارات الثقافية والفكرية التي تعنى بدراسة الحركات الإسلامية والظاهرة الثقافية عموما، بأبعادها الفكرية والاجتماعية والسياسية.

ويبدي العديد من الإصدارات المعروضة في دور النشر بالمعرض اهتماما خاصا بالحركات الإسلامية المعاصرة، فكرا وممارسة، رموزا وأفكارا، عبر عدد من الكتب التي تتناول ذلك الشأن.

وفي السياق ذات، أصدر «مركز المسبار للدراسات والبحوث» في دبي كتاب «الخلاصات - أهم ما كتب عن الجماعات الإسلامية»، وهو كتاب موسوعي في تسعمائة صفحة يعنى بالحركات والجماعات الإسلامية في العالم، حيث يعرضه المركز ضمن مجموعة من إصداراته الحديثة المقدمة في معرض الرياض للكتاب، ومن المتوقع أن يحدث الكتاب جدلا ثقافيا بالنظر إلى محتواه الراصد للحركات والجماعات الإسلامية في العالم.

ويقول رئيس المركز تركي الدخيل في تقديمه للكتاب: «فرضت الحركات الإسلامية نفسها على الإعلام ومراكز البحوث والصحافة، لتكون مثار حديث وجدل، وتفرعت عن إشكالياتها مفاهيم حركية مأخوذة عن التأويلات التي تؤول من خلالها كل جماعة نصوص الإسلام المؤسسة»، وزاد: «وبما أن الكتب التي صدرت في مختلف المكتبات حول الحركات الإسلامية تشكل مرجعا أساسيا للباحثين، فقد قام المركز بإعداد قراءات في بعض الكتب التي تتناول الشأن الإسلامي بمختلف مجالاته؛ من المؤسسات الدينية، إلى الحركات الإسلامية، إلى جماعات العنف، إلى الجماعات المتشددة والمفاهيم القتالية، وهي ملخصات تستعرض أهم ما ورد في الكتاب المتناول، ما بين عرض للفكرة، وسرد لتاريخ، أو موجز لجماعة أو حركة».

يأتي هذا الكتاب ليفتح نافذة في مجال البحث في الجماعات الإسلامية التي يبحث الناس عن أسرارها ودهاليزها، وتتجه حتى مراكز الأبحاث والإعلام في أوروبا والولايات المتحدة للبحث عن أسرار تلك الجماعات التي هزت العالم. يشار إلى أن كتاب «خلاصات» الذي طبع في مايو (أيار) 2011 يأتي ليضع خارطة مختصرة عن كل حركة من الحركات الإسلامية، سواء كانت حزبا سياسيا أم جماعة مسلحة.

من جانب آخر، يتوقع القائمون على المعرض أن تنال كتب المؤلفين الفائزين بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب لعام 2013، التي أعلن عنها قبل انطلاق المعرض أمس، متابعة المهتمين بالكتب وزوار المعرض، وكانت الجائزة منحت لـ10 مؤلفين سعوديين من بينهم سيدة واحدة.

وأبرز الكتب الفائزة بالجائزة كتاب «الإسلام والرياضة» لتركي بن ناصر السديري الصادر من «دار طوى» في الرياض، وكتاب «لوعة الغاوية» لعبده خال الصادر عن «دار الساقي» في بيروت، وكتاب «طفل الاسبرجر: مختلف لكن ليس أقل» للدكتورة هناء حجازي عن «دار جداول» في بيروت.

يشار إلى أن عدد الكتب المعلن عن عرضها من قبل معرض الرياض الدولي للكتاب 2013، بلغ أكثر من 250 ألف عنوان، إضافة إلى ما يزيد على مليون عنوان لكتب إلكترونية تطرح عبر الموقع الرسمي للمعرض ومواقع دور النشر المشاركة بالمعرض.