السجاد العجمي يغزو بيوت المغاربة

TT

السجادة التقليدية المغربية المعروفة بالزربية، هل ستتلقفها فقط أيادي السياح الاجانب، وتختفي جزءا من اثاث البيت المغربي؟ هذا السؤال بات يطرح بحدة في اوساط المنتجين للزربية بعد ان بدأ السجاد التركي (العجمي) المصنع آليا يغزو بيوت المغاربة ويحل مع الزربية التي ما زالت تسجل رقما مهما في صادرات المغرب نحو اوروبا.

المعروف ان المغرب اقل البلدان العربية تأثرا بالنمط التركي في كثير من مناحي الحياة بحكم ان الامبراطورية التركية فشلت في اقتحام حدود المغرب وتوقف جنودها في شمال افريقيا عند الحدود المغربية الجزائرية، وان كانت هناك بعض المفردات التي تعكس النمط تسربت للمغرب في سنوات سابقة كالطربوش، وحاليا اصبح السجاد التركي المصنع محليا يستهوي الاسر المغربية بالوانه الزاهية ورخص سعره، مقارنة مع الزربية المحلية، كما انها تمثل لدى البعض تجديدا وتنويعا لأثاث البيت المغربي.

ويبدو ان صناعة الزربية المحلية استشعرت الخطر القادم من الشرق، فظهرت في مناطق انتاج الزربية التقليدية محاولات لانتاج انواع جديدة تمتاز بجودة عالمية وتمزج فيها رسومات تزخر بها السجادات العجمية كالتركية والايرانية بالاضافة الى تصاميم السجادة المغربية المعهودة للحفاظ على تقاليد الصناعة المحلية، وشرع مصنع حديث في منطقة ورزازات (جنوب المغرب) في انتاج زربية مغربية تحت اشراف خبراء من النمسا تتمتع بجودة عالية واصبح انتاجها يتجه حاليا نحو الاسواق الخارجية.

وتعتبر صناعة الزربية المغربية حرفة نسائية خالصة في جميع مراحلها، ودخول منافس لها من السجادات العجمية المصنعة آليا تهدد دون شك قطاعا كبيرا من النساء لا يعرفن مهنة غيرها، ولهذا تحرص المصانع التي تأسست في عدة مناطق بريف المغرب لتطوير الزربية، اشراك نساء القبائل التي تقع المصانع في مناطقها، كما ان القائمين على هذه المصانع يستعينون بخبرة النساء الفطرية التي تنتج وصفات سحرية من الالوان المصنعة من الاعشاب ونبات الحناء قبل خلطها بالصوف حيث تضفي نسوة القبائل على الزربية رسومات مستلهمة من البيئة المحلية.