«الكائن، الرجل، الشخصية»، ثلاثة عناوين لثلاثة فنانين استضافتهم عايدة شرفان في صالة عرضها وسط بيروت، لترسي اسس التعارف مع اساليب متنوعة وغنية تضيف الى الثقافة التشكيلية اللبنانية رصيداً مميزاً.
جين برتنسينو الاميركي من كنساس، الذي يحول لوحته الى غيمة منها تتوالد الاشكال وكأنها اطياف تهيم على مساحة مشدودة، كأن اعماله ترتكز على حسية الحركة وجموح اللون المشحون بطاقة من الضوء تتكثف تحت طبقات في الرسم في اشكال هندسية. او كأن برتنسينو يسعى الى تسمير احلامه واسرها في اطار هذه الاشكال.
اما بيير انطونيو تونزولا الايطالي، فقد تميزت لوحاته برؤية خاصة وفريدة، اذ يمكن قراءة سيناريو اللوحة وفق ابجدية سينمائية، سواء لجهة استخدام الظلال او فرد الاغراض التي تحيط بنا ونستخدمها من دون التوقف عندها او رؤيتها في غالب الاحيان.
ويبقى الفنان الثالث جورج مازيلو الروماني الذي يستوحي مواضيعه من مسرح خيالي، حيث المكانة تبقى للشخصيات الساكنة والمنسجمة مع غرابتها. التقنية المتكاملة هي السمة البارزة في لوحات مازيلو، وكأنه يبحث من خلالها عن شيء مفقود منذ القرون الوسطى، اذ يمكن اعادة الشخصيات الى حقبتها، سواء بالملامح او باللون او بالزي او بالظلال القائمة والخطوط الحادة اغلب الاحيان وكأن الفنان ما زال يستمد مادته من عالم غير مرئي.