الحرب قائمة لكن الحياة تدور.. الإقبال على معرض القاهرة يخالف التوقعات

TT

تنتهي يوم 11 ابريل (نيسان) الجاري الفعاليات التجارية لمعرض القاهرة الدولي الـ 36. وفازت فيه جمهورية الصين الشعبية بجائزة أحسن عارض هذا العام.

بدأ المعرض فعالياته يوم 19 مارس (آذار)، واللافت للانتباه أن كل التوقعات كانت تشير الى أن توقيت اقامة الدورة الذي تزامن مع بدء الحرب على العراق، سيقود الكثير من العارضين والجمهور الى الانصراف عنه، غير أن الذي حدث فعلياً كان مثيراً للدهشة، فبينما خلا المعرض من الزائرين تماماً في الأيام الأولى وما تلاها بسبب الحرب أولاً، ثم الطقس البارد الممطر ثانياً، فإن موجات بشرية تدفقت عليه بعد ذلك. وفاق عدد الزائرين 200 ألف زائر في اليوم الواحد. وتركزت مشتريات الجمهور على السلع الاستهلاكية بالأساس، خاصة مع اعلان الحكومة عن أسعار استرشادية لمجموعة كبيرة منها، حتى لا يغالي التجار في أسعارها بحجة سعر صرف الدولار أو الحرب.

وباع التشيك كل ما جلبوه من نجف وكريستال قبل ختام المعرض بيومين، وكانوا أول جناح ينهي اعماله. وتلاه الجناح الصيني. وقد ترك غياب السعودية عن المعرض أثراً سلبياً لدى الذين اعتادوا زيارة جناحها لشراء التمور والعسل البري وحبة البركة وصور الكعبة المشرفة والمدينة المنورة، وأفاد مصدر مسؤول بأن غياب المملكة راجع الى اعتذار الشركة المنظمة هناك بعد أن لم يتقدم لها سوى 3 شركات. أما عن غياب الجناح الأميركي فقد ذكر المصدر أنه لا يعرف الأسباب.

ومن جانبها سمحت ادارة المعرض للمشاركين بعرض منتجاتهم في السوق التجاري الى 11 ابريل (نيسان)، كما مددت الموعد الرسمي يومين لتعويض العارضين الذين تضرروا من جراء أيام هبوب الريح وسقوط المطر، خاصة أولئك الذين عرضوا في خيام.

ولم يشهد المعرض هذا العام أي تظاهرات سياسية، ودخل الزائرون المعرض الكويتي بمثلما دخلوا الجناح العراقي والفلسطيني. ولم تتعرض أجنحة أي من دول التحالف لأية مواقف. وقد أكدت المحصلة النهائية، ان الحياة تسير، فالذين يحتجون على الحرب والعدوان وتدمير بلد عربي شقيق، هم أنفسهم الذين ينتجون ويبيعون ويشترون ويبحثون عن يوم للافراح الصغيرة في مكان مثل المعرض.