تطعيم النحاس بالفضة والزخرفة مهنة يدوية دمشقية قديمة

السياح يشترون أكثر من 90 في المائة من المنتجات التقليدية

TT

تعتبر مهنة تطعيم النحاس وزخرفته بالفضة واحدة من المهن اليدوية الدمشقية القديمة، التي ما زالت تلقى اقبالاً على العمل بها من الجيل الدمشقي الشاب رغم صعوبتها وقلة أرباحها، وزهدي الجارحي شاب دمشقي يعمل في هذه المهنة منذ 10 سنوات وذلك من خلال محله الملاصق لمقهى النوفرة الشهير قبالة الجامع الأموي بدمشق القديمة. ويقول زهدي لـ«الشرق الأوسط»: تعلمت هذه المهنة من زوج أختي الذي يعمل فيها منذ 30 سنة، وقمت بدوري بتعليمها لأخي الأصغر مني، وذلك حتى تستمر هذه المهنة ولا تموت، لأنها فن وابداع وتراث يجب المحافظة عليها.

وحول كيفية تطعيم النحاس بالفضة ومراحل العمل، يقول زهدي: تأتينا الواح نحاسية جاهزة فنقوم بقصها ونعمل منها اشكالاً عديدة كالصواني والصحون والعلب بمختلف اشكالها وأحجامها. وبعد ذلك نرسم على هذه القطع رسومات عديدة إما من مخيلتنا وإما حسب رغبات الزبون في حال أوصى على القطعة قبل البدء بها، او نستلهم رسوماً من التراث الاسلامي والعربي، كذلك نزخرف على هذه القطع آيات قرآنية كريمة وبعض الأقوال والأمثال والحكم. وعملية الزخرفة والتحلية والتطعيم تتم عبر مراحل عديدة، حيث نقوم اولاً بتجهيز الرسمة على الورق ثم نحفر على النحاس بشكل يدوي وبأقلام الحفر بعد ذلك نطليها بالفضة في حفر خاصة تتجمع فيها الفضة بحيث تصبح قطعة واحدة بالنسبة للعرق، والمواد المستخدمة هنا: فضة خام عيار 1000 ننسجها بشكل فني، حيث تكون طرية لتصبح على شكل خيطان بقطر 7 ملم وأحياناً نطعم الفضة نفسها بالذهب عيار 24 ويكون طرياً ايضاً. وهذه القطعة المنتجة تكون مرتفعة القيمة لأنها قطعة نحاسية مطعمة بالفضة والذهب. وتختلف القطع المنتجة هنا حسب جودة العمل فيها وكمية الفضة الموضوعة وحسب الوزن. ويختلف بالتالي السعر حسب ذلك حيث يتراوح من 3000 ليرة سورية للقطعة الصغيرة وحتى 200 ألف ليرة للقطعة الكبيرة ويستغرق العمل في القطعة تبعاً لحجمها من 3 أيام الى شهرين للقطعة الكبيرة.

وأكثر زبائننا ـ يقول زهدي ـ هم السياح ويشكل الأوروبيون والغربيون منهم 90%، فيما يشكل العرب 10% فقط، فالاقبال عليها وعلى منتجاتنا من اللوحات يكون من السياح الغربيين. وبالنسبة للسكان المحليين فالقليل منهم يشتري منتجاتنا باستثناء هواة التحف الفنية حيث ينظرون الى أعمالنا من هذا المنطلق ويضعونها في منازلهم للعرض والمشاهدة، وبعضهم يضع الزجاج على القطع لحمايتها والتمتع بمظهرها.

=