إقبال شديد على دكاكين العطارة لشراء الحناء

فرحة العيد لا تكتمل في المغرب بدون أكف مخضبة

TT

يكثر إقبال السيدات المغربيات خلال أيام العيد على دكاكين العطارين بغية اقتناء مادة الحناء ومستلزماتها إذ أنهن لا يستغنين في مثل هذه المناسبات عن وضع النقوش على بعض الأطراف مهما كانت الظروف.

وتتشبت جل النساء في المغرب بتقليد نقش رسوم وأشكال فنية بواسطة الحناء على أكفهن وأقدامهن حتى لو استدعى الأمر تخصيص الساعات الأواخر من ليلة العيد للعملية، كما يحرصن على خضب أكف كل بنات الأسرة مهما كانت رغبات هؤلاء الأخيرات.

وتقول الحاجة فاطمة (54 سنة ـ ربة أسرة): «إن فتيات اليوم لا يحبذن حناء الأكف فهن يعتبرنها عادة بالية لا تمت لقواعد الأناقة العصرية بصلة ولا تناسب مستجدات الموضة، لكن الأمهات يحرصن على وضع ولو قبضة أصبع داخل أكفهن لأن فرحة العيد لا تكتمل بدون حناء وإلا أصبحن عرضة للشؤم وقلة الخير والبركة»، حسب تعبيرها.

من ناحية ثانية، تميز النساء في المغرب بين النوع الجيد والرديء من مادة الحناء، فهن يعرفن ذلك من خلال تذوق فروعها اليابسة، كما يؤثرن إعدادها داخل بيوتهن وذلك بسحقها وغربلتها وإضافة بعض الصودا التي تتحكم في درجة لونها (حمراء، سوداء) تلبية لأذواقهن في ذلك.

وبخصوص نوعية النقش بواسطة الحناء، فيوجد من النساء من تفضل الامتثال لإبرة النقاشة التي تنقش على أكفهن وأقدامهن رسوما تجريدية رفيعة في قمة الدقة والإتقان، في حين لا تجد أغلب السيدات الوقت الكافي لذلك، فيكتفين باقتناء أشرطة النقش الجاهزة التي تلصق على الأماكن من الجسم التي يراد خضب الحناء عليها. تقول أم كلثوم (40 سنة) إن أغلب النساء يشترين أيام العيد أشرطة نقش الحناء، ولا يتعدى سعرها عشرة دراهم وهي سهلة الاستعمال كما أن رسومها متنوعة، نقشتها أيادي فنانة على اللصقات بواسطة الآلة أو المقص العادي.

وللإشارة، فقد اكتشف الطب الحديث أن شجرة الحناء قد تساعد على التئام الجروح والحروق وتعالج الجرب المزمن وداء الجدري كما تحتوي على مادة تقلل من إفراز العرق المسبب لبكتيريا وفطريات الأطراف كما يساعد محلول الحناء على تهدئة الأعصاب وتسكين الآلام.

وما تزال الحناء ترمز في الثقافة الشعبية المغربية الى الفرحة والبشاشة والأمان، فهي تعتبر أول وأبسط هدية معبرة تقدمها نساء البوادي لسيدات الحواضر عندما يحللن ضيفات عليهن.