افتتاح مركز «بيت الزايد».. بمنزل أول صحافي بحريني

TT

من بين دهاليز المحرق العتيقة تدفق مئات الصحافيين والمهتمين بالحركة الثقافية في البحرين لحضور افتتاح البيت الذي عاش فيه عبد الله الزايد وهو أول صحافي بحريني خطا بالبحرين خطوتها الأولى في عالم الصحافة بتأسيسه أول صحيفة هي «البحرين» اليومية التي بدأت اسبوعية بشكل مؤقت في نهاية ثلاثينات القرن الماضي. وهذا هو المشروع الثاني الذي تتبناه الكاتبة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة التي تأخذ على عاتقها، كما تقول لـ «الشرق الأوسط»، مسؤولية تسليط الضوء على شخصيات لم تعط حقها في عالم الثقافة والمعرفة. وكانت قد أسست في بداية العام الماضي مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة شاعر البحرين الكبير وأحد ابرز مثقفيها الذي اصبح منذ تأسيسه يستضيف محاضرات لآدباء ومثقفين من أجل احياء الحركة الثقافية في البحرين. ومثله سيكون «بيت عبد الله الزايد لتراث البحرين الصحافي» الذي افتتح ليستضيف ايضا كتابا وصحافيين عرب واجانب بارزين في لقاءات شهرية.

وعبرت الطريق الممتدة من الشارع الخارجي مرورا بالأزقة الضيقة الى بيت الزايد عن فرص المحرق باستعادتها التدريجية للدور الثقافي الذي لعبته في الماضي. ففي المنطقة نفسها بالاضافة الى مركز الشيخ ابراهيم الثقافي يوجد ايضاً بيتان قديمان فتحا للرواد من السياح والمهتمين بالحركة المعمارية البحرينية بعد ترميمها مع المحافظة على التفاصيل المعمارية ذات الخصوصية في القرن الماضي، وهما «بيت سيادي» و«بيت يسى بن علي» وتبلورت فكرة المشروع لدى الشيخة مي عندما وجدت البيت الصغير الذي استأجره الزايد في السابق ومعالمه موشكة على الاندثار بعد ان تم تأجيره لعمال آسيويين فاشترت البيت ومن ثم حصلت على دعم برعايته من قبل ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الذي رعى الافتتاح الاخير له.

عبد الله الزايد هو عبد الله بن علي بن جبر الزايد. ولد في عام 1899وتوفي في1945. ودرس في الكتَّاب ثم انتقل الى المدرسة الاهلية التي اسسها المحسن بن ابراهيم الزياني في اوائل القرن العشرين. واتصل يافعا بمنتدى الشيخ ابراهيم بن محمد وأصبح من رواده الشباب. عمل كأمين سر الحركة الوطنية بزعامة الشيخ عبد الوهاب الزياني من عام 1921 ـ 1926. في عام 1929 غادر الى الهند لدراسة اللغة الانجليزية. ثم زار بغداد، بيروت، ايطاليا، فرنسا وبريطانيا. راسل الصحف العربية وكتب ببعضها مثل الفيحاء الدمشقية والمستمع العربي. كانت له صداقات وثيقة بزعماء وأدباء وكتاب عرب. وأسس مطبعة البحرين الحديثة ومكتبتها في عام 1932 وطبق فيها نظام البحرنة كاملاً. كما أسس في 1936 دارا للمسرح والسينما بالمنامة (المسرح الوطني)، أصدر اول صحيفة بحرينية يومية «صوت البحرين» في 8 مارس (آذار) 1939 واستمرت في الصدور لمدة 6 أعوام.