انتعاش الفيلم المغربي يحول دون تحول قاعات السينما إلى مطاعم ومقاه

TT

لولا الصحوة التي عرفها الفيلم المغربي خلال السنوات الخمس الاخيرة لأغلقت جميع قاعات السينما في المغرب ابوابها. هذا القول صدر اخيرا عن ناقد سينمائي مغربي بمناسبة المهرجان السادس للسينما المغربية الذي انطلقت فعاليته يوم السبت الماضي بمراكش.

فمن حين لآخر يأتي نبأ يفيد بأن قاعة السينما في احدى المدن المغربية قرر مالكها اغلاقها او تحويلها الى مرفق تجاري آخر لا صلة له بالفن السابع، والبعض فضل ان يترك الفن والثقافة جانبا فحول قاعة السينما الى مطعم او مقهى.

هذه الحالة التي تمر بها دور العروض السينمائية في المغرب لا يوازيها ما يقع في الحقل السينمائي المغربي، فقد عرف هذا الميدان انتعاشا لافتا في الفترة الاخيرة، وبعد ان كان الانتاج المغربي لا يتجاوز فيلما واحدا في السنة في افضل الاحوال، بات عدد الافلام يتجاوز حاليا العشرة افلام سنويا، وموازاة مع ذلك تحسنت نوعية الافلام المحلية واصبحت تحصد العديد من الجوائز والشهادات التقديرية في المهرجانات السينمائية الاقليمية والدولية كما برز اكثر من اسم سينمائي مغربي.

هذه الانتعاشة التي تشهدها السينما المغربية، كان لها اثر ايجابي على صالات العروض السينمائية، بل أنقذ العديد منها من اغلاق ابوابها نهائيا، فقد بدأ الجمهور المغربي يعود مرة اخرى الى مقاعد السينما التي فقد شهية الدخول اليها منذ عدة سنوات.

ويعتقد بعض النقاد ان من اسباب الابتعاد عن صالات السينما هو ان معظم عروضها كانت تتسم بالسطحية وتعتمد فقط على افلام الاثارة، اضافة الى ان الانتشار الواسع للفضائيات في البيوت المغربية التي مكنت المغاربة من مشاهدة معظم الانتاج السينمائي العربي والاجنبي من دون تكبد عناء الذهاب الى قاعات السينما. لكن يبدو ان التجربة التي قامت بها اخيرا بعض دور العرض في الرباط والدار البيضاء من تجديد وترميم لصالاتها وعرض مجموعة من الافلام المغربية ذات المستوى الجيد، اعاد الامل لدور السينما المغربية التي كادت تتحول الى نشاط تجاري آخر.