طرابلس اللبنانية في معرض صور يعود تاريخها إلى منتصف القرن 19

TT

شكل معرض «ذاكرة مدن الفيحاء.. مائة عام في مائة صورة» حدثاً استثنائياً في غمرة النشاطات الثقافية التي شهدتها بيروت هذا الموسم.. فالرحلة التي اجتازتها هذه اللوحات المائة من عاصمة الشمال طرابلس الى قصر اليونسكو لم تكن عادية، اذ بدا مذهلاً ان يتعرف الجمهور على مجد غابر انطوى في فترة زمنية قصيرة، وكأنه لم يكن. كما بينت هذه اللوحات المصورة كلها بالاسود والابيض. وبعضها عثر عليه في محفوظات قصر «يلدز» للسلطان العثماني عبد الحميد في اسطنبول، والبعض الآخر هو من هدايا هذا السلطان الى مكتبة الكونغرس. ومنها ما وجد في محفوظات مكتبة وزارة الخارجية البريطانية. او في ارشيف القوات الجوية الفرنسية. ويكتشف زائر المعرض صوراً تعود الى عام 1855 وصولاً الى 1955، جمعها الباحث الطرابلسي خالد تدمري لتشكل مرجعاً بصرياً وافياً لتاريخ ثاني مدينة لبنانية، تحولت بفعل الاهمال من مشروع نهضوي نموذجي في المنطقة الى مدينة ساحلية هامشية نائمة في غياهب التاريخ.

ومن بين الصور محطة للقطارات، تذكرنا بمثيلاتها في العواصم الكبرى، اندثرت كلياً. كذلك صورة نادرة لولي عهد المملكة العربية السعودية آنذاك الملك سعود بن عبد العزيز في منشية (حديقة عامة) طرابلس، التي تحولت حالياً الى مأوى للمتسكعين. وعلى هامش المعرض، يمكن للزائر من خلال فيلمين وثائقيين أن يطلع على تاريخ طرابلس القديمة وانجازاتها التي كانت تبشر بمستقبل، لم ير النور.