حفلات للموسيقى الأندلسية في الولايات المتحدة تروج للسلام والتفاهم بين الشعوب

TT

احتضنت كنيسة «كريست دو واشنطن» بالعاصمة الاميركية حفلا فنيا للموسيقى الاندلسية قدمت خلاله مقطوعات عربية ويهودية اداها منشد فاس عبد الفتاح بنيس والفنان اليهودي ليور المالح.

ورافقت الفنانين بنيس والمالح اوركسترا تضم موسيقيين يهودا وعربا يقودها أفي إيلام امزالاغ وهو يهودي مغربي، حيث انشد بالعربية والعبرية اغاني تدعو الى التفاهم والسلام.

ويندرج حفل بنيس والمالح في اطار جولة فنية شملت شيكاغو وواشنطن ونيويورك ولوس انجليس، بدأت الشهر الماضي وانتهت يوم أمس، حيث قدما فقرات مستمدة من الريبرتوار الاندلسي العريق.

وتمكنت كل من مؤسسة «شاون ميوزيك» ومؤسسة «جينيسيس أت كروسروودز» اللتين يوجد مقرهما في شيكاغو والمنظمتين لهذه الجولة، من جعل الجولة لقاء لتعزيز التواصل الثقافي.

وقدم هشام الشامي، عازف على آلة القانون، المتحدر من مدينة تطوان (شمال المغرب)، قبل اربع سنوات الى شيكاغو، وبعد ان انهى دراسته، انشأ مؤسسة موسيقى الشاون من اجل الحفاظ على تراث الموسيقى الكلاسيكية الشرقية العربية والتركية والارمينية.

وقال الشامي ان تنظيم حفلات للموسيقى الاندلسية بمشاركة عبد اللطيف بنيس وليور المالح في عدد من المدن الاميركية يتجاوز هاجس الحفاظ على هذا الارث الفني الغني ذلك ان المغرب يظل ارضا للتسامح حيث يمكن ان يتعايش في سلام وتوافق اشخاص من مختلف الديانات.

وفي نفس الاتجاه قالت ويندي ستانبورغ مؤسسة ورئيسة منظمة «جينيسيس ات ذو كروسروودز» ان المؤسسة دأبت منذ نشأتها على توظيف الفن كوسيلة لتلاقي الثقافات والحضارات وجسر للتواصل بين الشعوب لاسيما شعوب افريقيا الشمالية والشرق الاوسط.

وقالت ان الحفلات الموسيقية التي يحييها فنانون يهود ومسلمون تفجر طاقات ابداعية وفنية، مضيفة ان مؤسستها تسعى في اهدافها الاساسية الى تمكين اشخاص ذوي مشارب ثقافية مختلفة من الاجتماع كشخص واحد وتحقيق التعارف فيما بينهم والتقدير المتبادل وتشاطر الثقافة والفن.

اما رئيس الاوركسترا الفنان ايلام امزالاغ، فأكد بلهجته المغربية التي حافظ عليها منذ سن الـ13 ان اليهود المغاربة واينما حلوا وعاشوا يبقون معتزين بمغربيتهم ويختزنون في ذاكرتهم ذكريات لا تنسى عن المغرب وجمالية طبيعته.