جلس الطفل اللبناني هاني تبشراني على كرسي خاص مرتفع قبالة غيره من اللاعبين وحرك بيادقه بحرفية اثارت الاعجاب خلال مشاركته في البطولة المفتوحة للشطرنج لمن هم دون الثامنة عشرة، والتي اقيمت أخيرا في مجمع الرمال (شمال بيروت) وانتقل من جولة الى جولة ليستحوذ على اهتمام المنظمين والجمهور، كونه لم يتجاوز الرابعة من عمره، اذ تعتبر مشاركته حدثاً في حد ذاتها. اما مهارته في اللعب التي اوصلته الى مراحل متقدمة، فقد أهلته لينال كأساً تقديرية من لجنة الحكم.
وموهبة هاني، 4 سنوات، برزت بالصدفة قبل عام، ولم يكن حينها يجيد الكلام بطلاقة، وذلك عندما حصل شقيقه الأكبر حبيب، ست سنوات، على رقعة شطرنج كهدية لعيد ميلاده، وبدأ يتعلم أصول اللعبة، فالتقطها الصغير واذهل والديه سيمون وآمال بقدرته على نقل قطع الشطرنج بحسب الخانات المحددة واتقانه القيام ببعض الهجمات والحركات الدفاعية، مما حدا بالوالدين الى متابعة موهبة صغيرهما وتنميتها وتشجيعه على اللعب وتعيين الأستاذ الدولي والمصنف «اول» في لبنان فادي عيد لرعايته وتدريبه.
وهاني ما زال في صفوف الحضانة ولا يعي اهمية موهبته، يعيش طفولته كسائر الأطفال، ويعتبر الشطرنج لعبة كغيرها، لكن استاذه يبدي اهتماماً خاصاً به، ويقول: «هاني هو أصغر لاعب شطرنج، ويملك القدرة ليتخطى حدود المباريات اللبنانية الى مباريات أوسع». وتوقع له اذا ما لقي العناية اللازمة ان يترك في المستقبل بصمات اكيدة في عالم اللعبة، ليدخل سجل كبار اللاعبين.