ازدياد ظاهرة الدروس الخصوصية في سورية وإجراءات حكومية للحد منها

TT

ازدادت في الفترة الأخيرة، ظاهرة الدروس الخصوصية لدى الطلاب السوريين، خاصة في المرحلتين الاعدادية والثانوية. وبدأت هذه الظاهرة تتسع لتشمل حتى تلاميذ المرحلة الابتدائية، خاصة تلاميذ الصف السادس الابتدائي، وكذلك طلاب الصفوف الانتقالية بعد أن كانت محصورة تقريباً بطلاب الشهادتين الاعدادية والثانوية. وتختلف أجور هذه الساعات بين مدرس وآخر حسب قدم المدرس وشهرته وخبرته التدريسية. وكما تختلف حسب المرحلة الدراسية وتختلف بين العاصمة والمدن الاخرى. ففي حين يصل اجر الساعة الخصوصية في دمشق ولمدرس عريق الى 1000 ليرة (20 دولاراً) في الشهادتين. فإنه ينخفض الى أقل من 500 ليرة للمدرس ذي الخبرة المتوسطة أو لطلاب الصفوف الانتقالية، كما يصل أجر الساعة الى ما بين 200 ـ 300 ليرة سورية في المدن الصغيرة.

وللحد من هذه الظاهرة قامت وزارة التربية السورية اخيراً بوضع مجموعة من الاجراءات للتقليل من ظاهرة انتشار الدروس الخصوصية وآثارها السلبية على دراسة الطلاب وتحصيلهم العلمي. وتساعد هذه الاجراءات على تحقيق مستوى عال من التحصيل الدراسي، كما يؤكد تعميم الوزارة. ومن هذه الاجراءات اقامة دورات تقوية تعليمية في المدارس كافة بأجور رمزية خارج أوقات الدوام الرسمي بالتنسيق مع منظمة الشبيبة. وتعمل الوزارة على انخراط الطلاب في دورات التدريب الذاتي التي يقيمها البرنامج الوطني لنشر المعلوماتية للاستفادة من البرامج التعليمية الحاسوبية التي انجزتها وزارة التربية في مختلف المواد الدراسية. ونوهت الوزارة الى ضرورة ودور الدروس التعليمية عبر البرامج التلفازية اليومية التي أصبحت تقدم برنامجاً متكاملاً لمنهاج المادة. كما تقوم وزارة التربية بالتعاون مع وزارة الإعلام ببث برنامج اسبوعي حي ومباشر عبر القناة الثانية بالتلفزيون السوري يستضيف نخبة من المدرسين والموجهين ذوي الخبرة للرد مباشرة على تساؤلات الطلاب واستفساراتهم حول كل ما يتعلق بدراستهم وتحصيلهم العلمي.

يجدر بالذكر، ان وزارة التربية السورية اصدرت قبل سنتين قرارات للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية تضمنت اصدار عقوبات مادية ومسلكية بحق أي مدرس يثبت قيامه بإعطاء الدروس الخصوصية، وأوكلت مهمة تنفيذ هذه الاجراءات لمديري المدارس في المناطق والمدن السورية. ولكن لصعوبة مراقبة اعطاء الدروس الخصوصية وعدم قيام أحد بالشكوى على مدرسين يقومون بالاعطاء، خاصة ان تكليف المدرس بالدروس الخصوصية يتم من قبل أهل الطالب وغالباً ما تتم خارج الأوقات الدراسية وفي المساء، فان هذه القرارات لم تطبق بعد.