باعة الكتب القديمة.. من الرصيف إلى قلب الشارع

TT

تحول باعة الكتب القديمة، الذين كانوا يفترشون الرصيف على جانبي شارع عبد المغني، الشارع الرئيسي بوسط العاصمة اليمنية صنعاء، الى عرض بضاعتهم بقلب هذا الشارع بعد أن اغلق منذ فترة امام حركة المرور، توطئة لاقامة نفق ارضي يمر من تحت هذا الشارع، يتم تخصيصه للمشاة، لتخفيف حدة الازدحام.

وتحول هذا الشارع خلال فترة وجيزة، الى سوق كبير، ليس لباعة الكتب القديمة وحدهم ولكن لاعداد كبيرة من الباعة الجوالين، الذين يعرضون بضاعتهم في هدوء واطمئنان، بعد أن توقفت حركة السيارات وخفت مداهمات البلدية وحملاتها على هؤلاء، كما توسع مستوى عرض الكتب متجاوزا الرصيف الضيق على الجانبين، الى عرض الشارع بكامله، ما جعل زبائن الكتب القديمة يمضون اوقاتا اطول، وهم يقلبون الكتب ويتفحصون العناوين بحثا عما يلبي اهتماماتهم وباسعار مناسبة.

احمد الذماري (بائع كتب) اوضح لـ«الشرق الأوسط» ان اغلاق الشارع الرئيسي امام حركة المرور، «كان فرصة لانعاش سوق الكتب القديمة، بعد أن صرنا نستغل الشارع كاملا لعرض الكتب، وكما ترى تحول الشارع من مكان مزدحم بالسيارات والمارة، الى مكتبة كبيرة مفتوحة يطالع فيها الناس بمختلف شرائحهم وفي الهواء الطلق الكتب القديمة والنادرة، ويشترون ما يناسبهم وباسعار معقولة». وتشكل مكتبات الرصيف لبيع الكتب القديمة كفضاء شعبي لتداول المعرفة والعناوين النادرة ظاهرة تنتشر في كثير من العواصم العربية، وتعد سوقا موازيا لسوق الكتاب المقنن، وزاد من انتشار هذه الظاهرة في السنوات الاخيرة، الارتفاع الجنوني في اسعار الكتب ومدخلات انتاجها بحيث لم تعد في متناول شرائح عريضة، بالنظر للظروف المعيشية والاقتصادية الخانقة، وذلك ما يؤكد عليه عبد الرحمن مثنى (طالب جامعي)، بقوله ان هذه المكتبات الشعبية تؤمن حاجة أعداد كبيرة من القراء خاصة الطلاب من المراجع العلمية والاكاديمية التي تعرض باسعار باهظة في المكتبات تصل الى عشرة آلاف للمرجع الواحد فكيف يستطيع اي طالب شراء مجموعة من هذه المراجع مهما كانت حاجته لها.

ويوضح سالم احمد (40 عاما ـ موظف)، انه زبون دائم لهذه المكتبات، فهو يأتي من حين الى آخر يقلب ويطالع ما هو جديد من عناوين ويشتري باسعار مناسبة، مشيرا الى ان مكتبات الرصيف تتوفر فيها عناوين نادرة لا توجد في المكتبات الرسمية، «فهناك مثلا روايات بحثت عنها في اسواق بيروت والقاهرة ولم اجدها بعد أن نفدت طبعاتها، وفوجئت بها معروضة هنا، لأن اصحاب هذه المكتبات لهم مصادر متعددة في الحصول على الكتب سواء لافراد او مكتبات تبيع ما لديها من مخزونات».

=