السيارات الخاصة تتحول الى الأجرة في المدن السعودية

TT

لم يجد الشاب الذي يمتطي سيارة فارهة ويرتدي أغلى الملابس نقودا في جيبه لشراء فطيرة الشاورما وكأس العصير أو ملء خزان سيارته بالوقود، فاضطره الأمر للوقوف أمام لوحات شركة النقل الجماعي وأماكن تجمع سيارات الأجرة لحمل العمال والركاب الذين اصطفوا بالعشرات في المكان، محولاً سيارته الخاصة التي قدمها والده هدية له الى سيارة اجرة للنقل العام.

ولم يصدق العمال ان الشاب (ع. ن) الذي حملهم بسيارته سيطلب منهم نقوداً عند انزالهم الى مبتغاهم، بل انهم اعتذروا عن الركوب في البداية معتقدين ان اصرار الشاب على حملهم بسيارته الفارهة هو من باب التعاون والرأفة بحالهم خلال انتظارهم الحافلة او سيارة الأجرة، لكنهم فوجئوا بالسائق يطلب منهم 20 ريالاً أجرة حملهم بسيارته. وانطلق الشاب يبحث عن عمالة اخرى، وهو يتطلع يميناً وشمالاً خوفاً من رجال المرور والشامتين، وقد أدخل في حافظة نقوده الخالية مبلغ 20 ريالاً، املاً في مضاعفتها خلال ساعات.

ورغم ان هذه المواقف كانت تعتبر نادرة قبل عقدين فانها بدأت تظهر مؤخراً بصورة لافتة، حيث أن بعض الآباء يضطر الى شراء سيارة لابنه الذي ما زال على مقاعد الدراسة ويمنحه مصروفاً أسبوعياً له ولسيارته، لكن الابن لا يحسن التصرف بهذا المبلغ حيث يقوم بصرفه خلال يوم ليجد نفسه في موقف حرج بعد أن أصبحت حافظة نقوده خالية. وأمام هذا الموقف فإنه لا يستطيع أن يطلب من والده مبلغاً آخر انتظاراً لحلول يوم تسلم المصروف، مما يجعله يلجأ الى حمل الركاب مقابل الحصول على المال وتعويض ما صرفه من المبلغ الذي منحه له والده خلال الاسبوع.

وفي المقابل يقوم بعض سائقي العوائل الخاصين بانتهاج هذا الاسلوب عندما يحولون سيارات الأسر التي يعملون عندها الى سيارات أجرة بحملهم ركاباً من العمالة الوافدة، راغبين في الحصول على بعض النقود اضافة الى المرتب الشهري الممنوح لهم.

ولاحظ كثير من أرباب الأسر أن سائقيهم يتأخرون في الحضور الى المنزل عند تكليفهم مهمة خاصة خارجيه، بل انهم فوجئوا بأن عداد السير سجل رقماً كبيراً في عدد الكيلومترات التي قطعتها السيارة يفوق بكثير المسافة التي يفترض أن يقطعها السائق في مشاويره الخاصة بالعائلة التي يعمل عندها.

ويقول أحد أرباب الأسر (ي. أ) إنه بعث طفله مع سائقه الصغير الى سوق الخضار لاحضار قائمة من الطلبات، الا أن السائق تأخر كثيراً في الحضور للمنزل، وفور وصوله سأله عن سبب تأخره، فأفاد السائق ان الزحام الشديد في السوق كان وراء ذلك. لكن كفيله شك في ذلك فسأل طفله الذي كان يصطحب السائق في مشواره ليجيبه ببراءة: إننا كنا نتمشى مع أصدقاء السائق. ليكتشف الأب أن هؤلاء الأصدقاء ما هم إلا مجموعة من الركاب، وأن سيارة العائلة الخاصة تحولت الى سيارة اجرة.

كما ان سيارات الونيتات (البيك آب) تحولت هي الأخرى الى وسائل للنقل العام، بالرغم من أنها صممت وخصصت كوسائل نقل للبضائع واستعمالها يعد مخالفة لقوانين النقل.

=