«النسيان» يصيب النساء أكثر من الرجال في لبنان

TT

أظهرت دراسة قام بها طلاب كلية الطب في الجامعة اليسوعية في بيروت، بإشراف الدكتورة لما قمبريس، ان النسيان متفش بين النساء اللبنانيات بنسبة %55 مقابل %45 لدى الرجال. شملت الدراسة 200 شخص في أعمار تتراوح ما بين 18 و 70 سنة، حيث ترتفع لدى الأشخاص العازبين والطلبة، بينما تنخفض لدى المتزوجين والخاطبين. كذلك تفيد الدراسة ان ذروة النسيان يعاني منها الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 54 سنة.

والنسيان ظاهرة لافتة، تلقب بمرض العصر، يعاني منه الكبار كما اليافعين، تلازمنا في كل لحظة وفي جميع خطواتنا حتى صارت بمثابة رفيقة ثقيلة نحاول بشتى الوسائل التخلص منها، لكن من دون جدوى. فالضغوط الحياتية الكثيرة والمتطلبات المعيشية التي يسعى اللبنانيون إلى تحقيقها كل يوم، اضافة الى انغماسهم في متاهات العمل والحياة معا، استولت على تفكيرهم مما فتح المجال أمام النسيان ليتسلل إلى ذاكرتهم من دون رادع. وصارت عبارة «آه لقد نسيت» عنواناً شهيراً للمشاريع الفاشلة، كأن ينسى أحدهم موعداً مهماً أو اسم صديق أو يشعل النار تحت الوعاء وينساها أو يغلق باب السيارة والمفاتيح في داخلها.

ويؤكد اختصاصي علم النفس الدكتور سيمون كرم «ان النسيان يمكن ان يصيب اي شخص يعاني من ضغط حياتي معين، وهو بالتالي ليس مرضاً عضوياً، ولا ينتج عن خلل ما يصيب الدماغ. بكل بساطة نبدأ بفقدان الذاكرة كلما تقدمنا بالسن وتعتبر سن الخامسة والعشرين هي الخط الفاصل بين فتوة الذاكرة وشيخوختها. لذلك نلاحظ عادة معاناة أكبر في تذكر بعض التفاصيل بعد تجاوزنا هذا العمر».

اما التفسير العلمي للنسيان فيقول كرم: «داخل دماغ كل منا «فلتر» خاص تمر من خلاله المعلومات التي نتلقاها، وكلما تقدمنا في السن خفت قوة استيعاب هذا «الفلتر». ولأن دماغنا متصل بذاكرتين: ذاكرة المدى القصير وذاكرة المدى الطويل، وهما مبرمجتان وفق حالتنا النفسية، تتدهور الذاكرة البعيدة المدى شيئاً فشيئاً عند تكدس الضغوط حولها فلا تعود تلبي سوى متطلبات المدى القصير مما يتسبب لنا بالنسيان».

أما النصيحة التي يقدمها الأطباء في هذا المجال فهي اللجوء إلى الصورة ـ الرمز أو المفتاح، الذي من شأنه حفر المعلومة في ذاكرتنا لمدى اطول كأن تربط مثلا اسم شخص بما يمثله هذا الاسم، مثلا لدينا موعد مع أحدهم من آل نجار نفكر تلقائياً بالخشب فتحفظ الصورة لمدة اطول ويصبح المفتاح العلامة الفارقة التي ترشد ذاكرتنا وتحدد خلاياها!.

وعادة ما يستعين المصابون بمرض النسيان بأساليب عدة لإحياء ذاكرتهم، وتقول سعاد مشنتف وهي أم لولدين في العقد الرابع من عمرها ان جدران منزلها مغطاة بأوراق لاصقة كتبت عليها كل ما ترغب بالقيام به خلال الأسبوع. أما ناجي معماري الذي يعمل في إحدى الشركات الصناعية فهو يلجأ عادة إلى آلة التسجيل ليتذكر ما عليه القيام به طيلة يومه. وبعض اللبنانيين وجدوا في جهاز الخلوي طريقة سهلة لحفظ مواعيدهم اليومية، اذ تصدر لهم اشارة منبه في الوقت المحدد.

ولا يتوانى بعض اللبنانيين عن التذرع بآفة النسيان للتخلص من عتاب صديق أو رب عمل في ما يتعلق بموعد أو خدمة كان عليهم القيام بها، فالنسيان عذر مقبول لدى الجميع ومن منهم لا يقع في شباكه.