عرض «بغداد يا أحفاد» في العاصمة التونسية

مسرحية تندد بنهب آثار العراق

TT

تونس ـ رويترز: شدت مسرحية «بغداد يا احفاد» للفنان التونسي كمال العلاوي اهتمام النقاد في اول عرض لها في العاصمة التونسية بخروجها بالمسرح من النمطية وتجنب السائد بتناولها مسألة نهب آثار العراق عند سقوط نظامه السابق.

تبدأ المسرحية، التي تدوم 80 دقيقة، بمشاهد تدمير وسرقة متحف بغداد لتحفر في تاريخ العراق في كل عهوده منذ آشور وبابل والدولة السومرية حتى عراق اليوم.

واعتمد المخرج في المسرحية، التي يشارك في تقديمها نحو 15 ممثلا، اعتمادا جليا على التناقضات الثنائية مثل البناء والتدمير والخير والشر والمعرفة والجهل بغاية إبراز التناقض الكبير الذي تعيشه بغداد التي عرفت بانها مدينة سلام لكنها لم تعرف في تاريخها غير الحروب.

وقال العلاوي، الذي تجاوز رصيده 50 عملا منذ بداية مشواره المسرحي في عام 1973 ، وادار العديد من الفرق المسرحية في البلاد :«كتبت هذه المسرحية بعد ما شاهدته من نهب لآثار العراق ما أثر فيَّ تأثيرا عميقا لإيماني الكبير بأهمية الحضارات في حياة الشعوب».

واضاف «ولعل ما دفعني أيضا لإنجاز هذا العمل ان بغداد منذ تاريخها القديم كانت عرضة لنهب وسرقة إرثها الحضاري منذ زمن هولاكو حيث القيت الكتب والمجلدات في نهري دجلة والفرات وحرم البشر من فكر تنويري، لكن لم يتطرق اليها المبدعون العرب».

وتدور المسرحية، وهي باللغة العربية الفصحى، في الفترة التي عرفت فيه مدينة بغداد الغارات الجوية المدمرة في الحرب الاخيرة على العراق التي اطاحت بنظام الرئيس السابق صدام حسين.

وترى الفتاة علياء في منامها متحف المدينة وهو ينتهك وتنهب تحفه وتماثيله. هذا الكابوس دفعها عند اليقظة الى زيارة المتحف مع اخيها رفيق للاطمئنان على الموروث الحضاري المهم.. وفي المتحف تتداخل الازمان وتتحرك التماثيل تحت واقع الانفجارات وتبرز ثنائية الخير والشر والضعف والقوة منذ الزمن الغابر حيث كان الإله «مردوخ» يبني الحياة الكونية بتناغم وانسجام.

غير ان الإله «إيرا» يأتي ليعصف بالحضارة ويدمرها رغم الشرائع والقوانين. ويعود المخرج بعد ذلك الى زمن الخلافة العباسية حيث ضعف العرب وسمح انهيارهم لهولاكو المغول ان يعبث بثقافتهم.

وتنتهي المسرحية بمناشدة علياء للعالم، الذي شيد جدار الصين ومدنا تاريخية عبر العالم، بأن يتذكر متحف بغداد علَّه يسترجع بريقا يختزل حضارة شعب.