تلاميذ مغاربة ينافسون الفرق الاحترافية على جوائز مهرجان أصيلة

في مسرحية «كنز العرفان» من إخراج حميد البوكيلي

TT

استطاعت احدى فرق الهواة من مدرسة ابتدائية في مدينة شفشاون المغربية الصغيرة أن تشد انتباه الجمهور الذي صفق لها طويلا بعدما قدمت عرضا لفت اهتمام النقاد. فمسرحية «كنز العرفان»، التي أخرجها حميد البوكيلي، عن نص لمحمد زيطان، نموذج لمسرح الصغار ذي البعد التربوي. وقد سبق لها أن فازت بجائزة أحسن اخراج وأفضل سينوغرافيا في المهرجان الوطني لمسرح المدارس في فاس. وهي تعتمد على توظيف الحكايات التراثية بعد تطويرها وصبها في قوالب معاصرة، وتستفيد من ولع الطفولة الأزلي بأسرار الاماكن الغامضة والبحث عن الكنوز المدفونة.

كما تقدم نقدا ضمنيا لبعض مشاكل المنظومة التربوية التي تعجز أحيانا عن شد انتباه الصغار الى عالم المعرفة بسبب النقص في وسائل وأساليب توظيف طاقات الطفل، الذي يصبح مضطرا لتصريفها في أنشطة خارجية.

وفي هذا العرض، الذي أداه باقتدار تلاميذ في عمر الزهور، تقوم الكراكيز (الدمى) واللعب بدور اساسي، كونها تسقط سجينة النزعة التسلطية لشخصية «ابو شبكة» الخرافية، الذي يسجنها داخل صندوقه الأسود، حتى يأتي الاطفال لتحريرها في النهاية، بعدما عثروا على كنز العرفان الرمزي المركون بين سطور كتاب قديم يصلون اليه بعد فرارهم من قاعات الدرس ويكتشفون أن حكايات وأسرار العلم أمتع وأوسع من صندوق «أبو شبكة»، الذي يسجن اللعب ويقيد الخيال ويمنع من تتبع الخرائط. وتنبع قوة العرض من بساطة النص وحركيته وتوظيف ديكور مختزل متحرك ومتعدد الوظائف.