البروفسور عبد السلام جريس يفوز بجائزة في الصحة وحقوق الإنسان

المجلس العالمي للصحة في واشنطن يكرم طبيبا سودانيا

TT

وسط منافسة عالمية كبيرة فاز الطبيب السوداني البروفيسور عبد السلام جريس الأستاذ بكلية الطب في جامعة الخرطوم ـ قسم النساء والتوليد، بـ«جائزة جوناثان مان العالمية في الصحة وحقوق الإنسان» من المجلس العالمي للصحة بواشنطن، وذلك تقديراً لعطائه المتواصل عبر مسيرة من العمل امتدت زهاء الثلاثين عاما في مجال الاشراف على تدريب العاملين في الصحة الانجابية وتقديم خدمات صحية للنساء والأطفال النازحين من جنوب وغرب السودان الى العاصمة الخرطوم، وكذلك تقديرا وعرفانا لدوره في إنشاء جمعية رعاية الخصوبة التي يأتي على قائمة أهدافها توفير خدمات في مجال الصحة الانجابية للفئات الأكثر احتياجاً في المجتمع.

«الشرق الأوسط» التقت البروفيسور جريس واسرته في لندن التي وصلها قادما من الولايات المتحدة حيث تم الاحتفاء به ومنحه الجائزة. وبالرغم من ظروفه الصحية إثر مرض عضال ألم به فقد على أثره صوته تماما وأُقعده نسبيا عن الحركة، إلا أن ذلك لم يقعده عن ممارسة مهمته الإنسانية في دعم الضعفاء والمهمشين. ولكن أهم ما يميز مسيرته الحافلة بالعطاء هو أن جريس قد استطاع أن يقدم بالفعل نموذجا للتغلب على المرض وتحدي مصاعب الاعاقة، فرغم أن المرض قد حرمه من القدرة على الكلام إلا أنه يستعيض عن التحدث بالكتابة ليتواصل مع الآخرين ويباشر مهام عمله. وقال جريس ان بعض المنظمات الدولية والمحلية العاملة في مجالات الصحة والعمل الطوعي وسط مجتمع النازحين بالخرطوم قد رشحته لهذه الجائزة حيث ضمت قائمة المرشحين 50 اسماً من مختلف أنحاء العام. ويرى جريس أن الحقوق الانجابية هي جزء لا يتجزأ من حقوق المواطنين، ولذلك يجب أن توفر الرعاية والوعي الكافي خاصة للنساء حتى يمارسن حقوقهن بشكل غير منقوص. ورغم أن هذه الأفكار قوبلت بالرفض الشديد في بادئ الأمر ولكن عملاً دؤوباً بذله جريس وزملاؤه مكنهم من تغيير الكثير من الآراء حول قضايا الصحة الانجابية وتنظيم الأسرة وختان الإناث. يذكر أن الدكتور جوناثان مان، الذي تحمل الجائزة اسمه، عمل رئيساً للمجلس العالمي للصحة قبل وفاته في حادث طائرة هو وزوجته. وقد عرف جوناثان مان بوقوفه إلى جانب الضعفاء، خاصة مرضى الإيدز إلى أن حمل المجتمع على قبولهم وتقديم يد العون لهم بدلا من نبذهم وعزلهم. ويعتقد جريس أن جوناثان مان مات قبل أن يكمل مشواره ويتمنى أن يواصل ذلك المشوار الذي لم يكتمل في مساعدة المهمشين والضعفاء.