الوجبات السريعة تستهوي السعوديين والشعبية تثير شهية المقيمين

TT

في الوقت الذي تحول فيه السعوديون الى تفضيل الأكلات والوجبات السريعة على أكلاتهم الشعبية لدرجة أن الكثير من أبناء الأسر أضربوا عن تناول الاطعمة التي تعدها منازلهم، اتجه المقيمون الى تناول الأكلات الشعبية، مثل أكلة «المضغوط» التي اصبحت تتقن طهيها الكثير من المطاعم، وخلقت بذلك تنافساً لكسب رضا المترددين على هذه المطاعم.

وتبدي س.م تذمرها من ادمان أطفالها على الأكلات السريعة التي تقدمها المطاعم المنتشرة في أنحاء الرياض، حيث يرفض الأبناء تناول الوجبات المقدمة في المنزل والمعدة اعداداً جيداً. وتضيف س.م أن عاطفتها كأم أجبرتها على التوجه الى مطاعم الوجبات السريعة مثل التي تقدم البيتزا التي أدمن أطفالها على تناولها خارج المنزل، رغم قدرتها على إعداد مثل هذه الوجبات في مطبخها، وترى أن ارتفاع نسبة الدسم في الوجبات السريعة يقلقها، كما أن شرائح البطاطس ليست بذات النكهة التي تشجع على تناولها وتبدي تخوفها من أنواع الزيوت المستعملة في قلي واعداد الوجبات في المطاعم.

وتضيف أن ميزانية الأسرة أصابها الخلل جراء هذا الوضع حيث تصرف شهرياً ما مقداره 1500 ريال على الوجبات السريعة لأطفالها من المطاعم التي تقدم هذه الخدمة بايصالها الى المنازل مجاناً.

ويرى ف. الراجح أن موضوع الوجبات وتفضيل الأطفال تناولها من خارج المنزل هو مؤشر خطير يهدد صحة الأطفال خصوصاً، أن أغلب هذه الوجبات تشكل اللحوم الحمراء المجمدة وشرائح البطاطس المبردة والمشروبات الغازية ذات الاحجام الكبيرة في ما يسمى بالحجم العائلي أساس هذه الوجبات.

وأبدى تخوفه من أن يساهم عدم تناول الأطفال للسلطات والفواكه والخضروات التي لا تتوفر في الوجبات السريعة الى اصابتهم بأمراض سوء التغذية، وزيادة نسبة الأملاح وأمراض الكلى، بسبب تناولهم للحوم الدسمة والاغذية المقلية بالزيوت الرديئة وكثرة تناولهم للمشروبات الغازية.

وفي حين يبدي الكثيرون تذمرهم من هذا التوجه للمطاعم السريعة يرى خالد. ف أن فطيرة البيض أو التونا المطعمة بورقة من الخس وخيار وبندورة لاتكلف الكثير ويمكن اعدادها بسرعة ولها فوائد غذائية كبيرة، كما أن كأساً من العصير الطازج المعد في المنزل لايمكن مقارنته بزجاجة أو علبة من المشروبات الغازية التي أدمن الأطفال تناولها.

ويقترح حمد. ع على الأسر تجويع أبنائهم يومي الاجازة والخروج بهم الى الصحراء، وحينها وعندما يبلغ بهم الجوع والتعب كل مبلغ تقدم لهم أطباقاً من الأكلات المنزلية والفواكه والسلطات ولا شك أنهم سيلتهمونها بنهم، وسيطلبون المزيد منها، ثم يكرر ذلك عليهم طوال أيام الأسبوع للتخلص من ادمان المطاعم.

وعلى الجانب الآخر يقول صاحب أحد المطاعم الشعبية إن من المقيمين بدأوا في الازدياد حيث تشكل أكلة المضغوط، وهي أرز مع اللحم الأحمر أو الدجاج، تطبخ في قدر كاتم أحد الطلبات الاكثر في مطعمه، ورأى أن اقبال السعوديين على الوجبات الشعبية بدأ يقل مؤخراً في حين حافظ كبار السن على ارتياد هذه المطاعم طلباً لأكلات الجريش والقرصان والأرز في ما يسمى بالمثلوثة.