دراسة: الرجل الدمشقي يفقد سلطته التقليدية المطلقة بسبب التغييرات الاقتصادية

TT

قام أخيراً الباحث السوري الدكتور طلال عبد المعطي مصطفى، بإجراء دراسة ميدانية حول من يتخذ القرار داخل الأسرة السورية. وتركز السلطة الأسرية بين الزوج والزوجة، وذلك من خلال عينات أخذها في مدينة دمشق، حيث تبين له أن هناك تغيرات واضحة في تركز السلطة في الأسرة السورية، خاصة بعد تغير الأساس الاقتصادي الذي تقوم عليه الأسرة، وبعد أن أصبح من الممكن للزوجة أن تكون مستقلة اقتصادياً عند الزوج. ويقول الباحث انها أصبحت عضواً فاعلاً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والسياسية، وفي اتخاذ القرارات الأسرية المهمة.

فقد وجد الدكتور مصطفى في دراسته، أن قرار إنجاب الأطفال في الأسرة أصبح يتدخل فيه الطرفان (الزوج والزوجة)، بعد أن كان محصوراً بالزوج في الأسر التقليدية. وتبين له من خلال الدراسة الميدانية أن %65.5 من أسر عينة الدراسة، يعود القرار فيها بعدد إنجاب الأطفال إلى كلا الزوجين، ونسبة %8.5 يعود القرار إلى الزوج، ونسبة %5.5 يعود القرار إلى الزوجة فقط، ونسبة %1 يتدخل أهل الزوجين في قرار عدد إنجاب الأطفال. كما تبين الدراسة اتجاه الأسرة السورية إلى التشاور بين الزوجين، فقد وجه الدكتور مصطفى ان %80 من أسر عينة الدراسة يتبادل الزوجان فيها الرأي في مسألة العمل لكليهما، و %73 يتبادلان الرأي في مسألة تعليم الأبناء، و %69.5 يتبادلان الرأي في مسألة المصروف المنزلي للأسرة، و %58.5 يتبادلان الرأي في كل القضايا. وفي مجال العلاقة القائمة بين الوالدين والأبناء في الأسرة السورية، وجد أن نسبة %49.3 من أسر عينة الدراسة يعود اختيار الاختصاص الدراسي الجامعي فيها إلى الأبناء، ونسبة %10.7 يعود فيها إلى الأهل.

أما مسألة اختيار الشريك الآخر للأبناء (ذكوراً وإناثاً)، فقد وجد الباحث المذكور أن نسبة %48 من أسر عينة الدراسة، تترك الحرية الكاملة للأبناء الذكور في اختيار الشريك الآخر، و %30 بالنسبة للإناث، وجد أن نسبة %40 من الأسر تناقش الأبناء الذكور في مسألة الاختيار، و %48.5 بالنسبة للإناث، و%12 منها يتم الاختيار فيها من قبل الأهل للأبناء الذكور، و %21.5 بالنسبة للإناث.

ويرى الدكتور مصطفى، أن هذا لا يعني أن الأسرة السورية قد تغيرت كلياً وأصبحت مثل الأسرة الأوروبية من ناحية ضعف سلطة الأب على زوجته وأبنائه، فما زالت السلطة في الأسرة السورية للأب، إنما التغير الذي حدث يتعلق بطبيعة سلطته، فبعد أن كانت في الماضي مطلقة، أصبحت محدودة تعتمد على التشاور مع الزوجة والأبناء.