كشفت طلبات شراء المساكن الصغيرة من نوع الدبلوكس والشقق خلال السنوات الأخيرة عن وجود رغبة لدى الشباب في الاستقلالية عن أسرهم، اي بيوت ابائهم، بعد زواجهم. وقال فهد بن عبد المحسن بن سعيد أحد كبار العقاريين في الرياض ان الطلب على شراء الوحدات الصغيرة والأراضي ذات المساحات الصغيرة التي تتراوح ما بين 400 إلى 600 متر مربع، بدأ يسجل ارتفاعاً منذ خمس سنوات، مضيفاً ان رب الأسرة في السابق كان يفتخر بوجود أبنائه وبناته في نفس المنزل، أما الآن فأصبحت لدى الشباب السعودي رغبة في الاستقلالية.
واوضح بن سعيد ان هناك آباء بدأوا مؤخرا بمنح أبنائهم مبالغ مالية لشراء منازل لهم أو استئجار شقق أو دور سكن رغبة من الأب في التمتع بحياته في سنواته الأخيرة ابتعاداً عن الصخب داخل الأسرة الموحدة.
واوضح بن سعيد ان هذا التوجه أوجد ظاهرة جديدة وهي أن الزوجة هي التي تقوم بالمساهمة في وضع التخطيط الخاص بالمنزل بالإضافة إلى وضع لمساتها في الديكور واختيار الأثاث الداخلي.
ومن جانبه يقول محمد سلامة الدشاش، الذي فضل الاستقلالية منذ زواجه، بأن ظاهرة خروج الأبناء من بيوت آبائهم بدأت منذ فترة ليست بالبعيدة، نظراً لرغبة الشباب، وأنا واحد منهم، في الاستقلالية والشعور بالمسؤولية عند تكوين الأسرة، بالإضافة إلى أن الزوجة تكون اكثر فاعلية مع زوجها إذا كانت في منزل مستقل.
ويضيف الدشداش أن بعض الأسر اصبحت تشترط على المتقدمين للزواج من بناتها توفير سكن مستقل، إلا أن بعض الأسر ما زالت ترفض خروج أبنائها من بيت الأهل الكبير اعتقاداً منهم بأن وجود الأبناء يعزز التواصل المستمر بين الأسرة وخوفاً من تشتتها، خصوصا ان اللقاء الدائم اصبح صعبا لاتساع المدينة ومشاغل الحياة، مبيناً ان الكثير من الشباب عندما يقرر الاستقلالية يحرص على أن يكون مكان سكنه قريبا من سكن اسرته.
ويؤكد عبد الله بن احمد العبيلان بأن اتخاذ قرار الخروج من الأسرة الموحدة فيه شيء من الصعوبة خصوصا بعد الفترة الطويلة التي امضاها مع والديه، الا انه رغم ذلك لم يواجه رفضاً من والديه عندما ابدى رغبته في الاستقلالية، حيث أن لديه أشقاء ما زالوا يسكنون في منزل والده ولهذا السبب كان وقع القرار على الوالدين طبيعيا.
واشار العبيلان الى ان الاستقلالية مطلب كل شاب طموح يرغب في تكوين أسرة صغيرة، بالإضافة إلى أن معظم الزوجات لديهن الرغبة في الاستقلال مع أزواجهن، «وباعتقادي أن الاستقلالية هي أحد عوامل نجاح الحياة الزوجية».