اقيم في لندن اخيرا حفل تدشين لكت ابتKhartoum Perspectives (رؤى من الخرطوم) كان قد دعا له كل من محمود عثمان صالح مدير مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في السودان الذي اشرف وتابع طباعة الكتاب والسير دونالد هولي محرر الكتاب، والدكتور حسن ابشر الطيب المؤلف والكاتب السوداني الذي اشرف على تجميع وتمحيص مواده.
وحضر حفل الاستقبال جمع من البريطانيين والسودانيين. وخاطب الجمع الدكتور حسن عابدين سفير السودان لدى المملكة المتحدة معربا عن احتفائه بهذا الجهد الثقافي على سبيل توثيق الصلات الثقافية السودانية ـ البريطانية، ومعبرا عن تقديره لما يقوم به المركز (عبد الكريم ميرغني) باعتباره امتدادا لدار الثقافة التي كانت ناشطة في مساهماتها الفكرية والثقافية في اربعينات وخمسينات القرن الماضي.
وتحدث السير دونالد هولي مثمنا ما قامت به اكثر من جهة في حفظ مواد الكتاب، خاصة الدور الاساسي لرجل الادارة السوداني والمثقف المعروف امير الصاوي، الذي احتفظ بالمحاضرات طوال هذه المدة (اكثر من 50 عاما).
كما تحدث الدكتور حسن ابشر الطيب الذي قدم للكتاب وراجعه.
والكتاب (رؤى من الخرطوم) يضم بين دفتيه عددا من المحاضرات في شتى المجالات قدمها سودانيون وبريطانيون ومصريون وشوام في نادي الثقافة السوداني بالخرطوم. ويكتسب العمل اهميته من الجدية الاكاديمية والحرص البحثي الذي دأبت عليه اجيال تلك الفترة من تاريخ السودان.
وجدير بالذكر ان «مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي» بالسودان قد اقيم احياء لذكرى الراحل عبد الكريم ميرغني الذي توفي عام 1996 في أم درمان، وعرف في حياته بالعلم والتواضع والاهتمام بوطنه ومواطنيه، وهو من مواليد ام درمان عام 1923 واتم تعليمه في كلية غردون التذكارية، ثم انضم للسلك الاداري، ولاحقا درس الاقتصاد والشؤون الحكومية في جامعة بريستول التي تخرج فيها عام 1955، وعمل في بداية حياته الدبلوماسية قائما بالاعمال لبلاده في لندن. وشغل منصب الممثل الدائم للسودان في الأمم المتحدة (1957 ـ 1960) وبعدها تنقل سفيرا في عدة بلدان منها اليابان والهند وسري لانكا وايطاليا واليونان ومصر. كما شغل حقائب وزارية عدة مرات منها: وزيرا للتجارة (1964 ـ 1965) ووزيرا للتجارة الخارجية (1969 ـ 1970) ووزيرا للتخطيط الاقتصادي (1970 ـ 1971) ومن أهم ما عرف به الراحل ميرغني انه كان موسوعي المعرفة واهتم بدراسات المجتمعات القديمة، خاصة اساليبها الطبية والعلاجية.
=