الحمامات الشامية سمة تمتاز بها دمشق

TT

يكاد فن بناء الحمامات العامة او حمامات السوق، ان يكون خاصا بالبلاد العربية والاسلامية، حيث تتميز عواصم عربية واسلامية عدة باحتوائها مثل هذه الحمامات.

وتشكل هذه الحمامات سمة اساسية تمتاز بها مدينة دمشق القديمة، الى جانب الجامع والسوق الشعبية، نظرا لما تمتعت به دمشق من شهرة واسعة في وفرة مياهها التي كانت تتزود بها حمامات المدينة وجوامعها.

ويعود وجود حمامات عديدة في المدينة (ما زال هناك حتى الآن اكثر من اربعين حماما) الى نظام خاص في السقاية قام في دمشق تم بموجبه ايصال المياه الى جميع ارجاء المدينة وبيوتها ومبانيها العامة بما فيها الحمامات، حيث قام نظام السقاية على ايصال مياه بردى عبر فروعه الستة الواقعة على ارتفاعات عالية.

يقع الحمام وسط الحارة ويقسم الى قسمين: الاول ويضم البهو الخارجي المخصص لخلع الملابس، والبراني وهو البارد، والوسطاني المتوسط الحرارة، والجواني الدافئ، بينما خصص القسم الثاني للتدفئة وتسخين المياه والغرف الداخلية (المقصورات) التي تحوي الواحدة منها جرنا من الحجر لتعديل حرارة الماء المراد الاستحمام به.

ويدعى مدير الحمام «الحمامجي» الذي يقوم باستقبال الزبائن وتسلم الاجرة، وما يود الزبون ايداعه من مقتنيات شخصية تكون بحوزته لدى دخوله الحمام، يستعيدها قبيل مغادرته الحمام. ويعمل في الحمام المدلك وعدد من المساعدين له، والصبيان الذين يحملون المناشف، والوقادون الذين يغذون الحراق بمواد التسخين من نشارة الخشب او روث الحيوانات.

وتخصص في العادة اوقات لاستقبال النساء، وغالبا ما تكون في فترتي قبل الظهر وبعده، فيما يستقبل الرجال في فترتي المساء والسهرة واحيانا حتى ساعات الفجر الاولى، خاصة في ليالي الاعياد، حيث تشهد الحمامات اقبالا كثيفا فيها.

وهناك اكلات ومشروبات دمشقية شعبية، تؤكل وتشرب عادة في الحمام، مثل الفول المدمس والتسقية والمحلاية ومنقوع المشمش والجلاب والشاي والزهورات، الى جانب الارجيلة التي تجاور معظم رواد حمام السوق.

=