«عناوين غريبة» يختارها الكتاب السوريون الجدد لمؤلفاتهم

TT

مع انحسار مبيع الكتب في المكتبات السورية وعزوف السوريين عن شراء وقراءة الكتب اتجه الكتاب السوريون الشباب الجدد الى وضع عناوين غريبة وفريدة على كتبهم الصادرة حديثا بدمشق ومنها الشعر والقصة والرواية، حيث اصبحت تشكل ظاهرة في العمل الثقافي السوري. وتسرد صاحبة مكتبة ميسلون بدمشق لـ«الشرق الأوسط» بعض هذه العناوين في مكتبتها قائلة: بالفعل هناك عناوين غريبة منها مثلا: قصص بعنوان «لأجلك يا خروف» وعلى الغلاف صورة خروف وهيكل عظمي لانسان يحاول افتراس الخروف. هناك ايضا عناوين مثل «مقهى المنتحرين» و«ثلاثة فناجين قهوة في الصباح»، و«شروال برهوم»، ورواية تحمل اسم دواء مهدئ عصبي، وامرأة تلامس الرائحة، ومفردات امرأة والساقطة، وامرأة من طابقين، وغير ذلك من العناوين وبعضها يعود لكتاب معروفين وليسوا جددا.

ويفسر الاديب السوري المعروف عبد القادر الحصني (رئيس تحرير الاسبوع الادبي) تلك الظاهرة قائلا نعم لاحظت حاليا ان عناوين الكتب الصادرة تميل الى شيء من البهرجة والسريالية والتشظي والفضائحية ربما لان امور الكتاب ومعاناته من الحالة الاعلانية النافرة وما يعانيه من تحد سافر من وسائل الاعلام التي تعتمد الصورة واللون والضوء، فصار صاحب الكتاب يزج بعنوان مختلف ليشد عيني القارئ ويثير شهيته للقراءة حتى ولو كان العنوان لا يعبر كثيرا عن مضمون هذا الكتاب. من جهته فسر الصحافي السوري الدكتور عبد الكريم عبد الصمد رئيس القسم الثقافي في صحيفة تشرين السورية هذه الظاهرة قائلا لـ «الشرق الأوسط»: من المعروف ان الكتاب الكبار في كل دول العالم يستخدمون احيانا كلمات غريبة عن لغاتهم، ولكن مع الوقت تصبح هذه التعابير والعناوين كلمات مشروعة معتمدة في هذه اللغات. اما توجه الكتاب الجدد نحو استخدام عناوين غريبة فيعود الى رغبة هذا الكاتب بتوجيه الانظار اليه ومحاولة تسويق كتابه بهذا الشكل، حيث يثير القارئ المتابع من خلال العنوان الغريب ليجعله يشتري الكتاب ليشاهد ما بداخله وهل هو غريب كما عنوان الكتاب؟!.