خزان ماء يجلب آلاف السياح البرتغاليين والإسبان للمغرب

TT

يزخر ساحل المنطقة الغربية بالمغرب بالعديد من المعالم السياحية والتاريخية التي تركها البرتغاليون والاسبان، ويعتبر الحي البرتغالي في مدينة الجديدة (جنوب الدار البيضاء) من أهم هذه المعالم، ويعتبر المقصد الاول للسياح الاسبان والبرتغاليين للمغرب، اذ يحمل الكثير في ذاكرتهم مشاهد من فيلم عطيل للمخرج الأميركي اورسون ويلس، حيث تظهر مشاهد من المسقاة الشهيرة في الحي البرتغالي في الفيلم.

ويعتبر الحي البرتغالي الذي مازال يحتفظ بمعالمه الاولى منذ ان خضع المغرب للنفوذ البرتغالي سنة 1520 ميلادية، البنية الاساسية لمدينة الجديدة الحالية والتي عرفت بعدة اسماء في السابق كبرج الشيخ، والبريجة، والمهدومة...، حيث جعل البرتغال حيهم موقعا عسكريا استراتيجيا في ذلك الوقت، فأقاموا عليه قلعة ضخمة تطل على المحيط، وبنوا في كل زواياها برجا عاليا، ولعل أبرز ما بقي من هذه القلعة ذلك الخندق المائي المعروف بالمسقاة البرتغالية والذي يبلغ طوله نحو 35 مترا، وعرضه نحو 33 مترا. وقد ظل هذا الخزان الذي استعمله البرتغاليون لسقي جنودهم، وايضا مخزنا للسلاح، مختفيا عن الانظار لسنوات عديدة الى أن اكتشف من قبل تاجر يهودي بالصدفة في مطلع القرن الماضي عندما اراد أن يوسع من مساحة متجره، فأنهمر عليه الماء من المسقاة التي كانت تجاور متجره دون أن يعلم.

وفي السنوات الاخيرة وظف خزان الماء لتصوير العديد من الافلام السينمائية الاجنبية واشهرها فيلم عطيل، وللمسقاة جاذبية كبيرة للمخرجين السينمائيين خاصة تلك الاقواس البديعة المستندة الى 25 عمودا، ورغم أن المسقاة لم تعد لها اهمية بالنسبة للسقي، فهي أصبحت معلمة سياحية حيث تغطي أرضيتها بالقليل من الماء حتى يستطيع الزوار التجوال فيها، والاستمتاع بدخول اشعة الشمس من فوهة في أعلى الخزان وتشكل منظرا ألهب خيال المؤلفين والمخرجين السينمائيين منذ أكثر من نصف قرن.