معجبان بفيروز يستوحيان اسم مقهاهما من أغنيتها «ع البال»

يحولان بيتا شاميا قديما لمقهى يخصصانه لأغانيها وصورها

TT

درجت في السنوات الأخيرة في دمشق عادة تحويل البيوت الشامية القديمة المعروفة بباحتها الواسعة وغرفها الكبيرة وفسقياتها وزخارفها الفنية الهندسية الى مقاه ومطاعم لنقل الناس الى أجواء دمشق القديمة، وبالفعل اشتهرت العديد من هذه البيوت وأصبحت ملتقى الباحثين والمثقفين، ولكن وقبل فترة قام شابان دمشقيان يهتمان بالفن والثقافة باستثمار وترميم بيت شامي قديم يقع في حي القميرية بين النوفرة وباب توما، وأرادا ان يكون استثمار هذا البيت مغايراً لما حصل في البيوت الأخرى، وبالفعل استثمرا الباحة والفسحة السماوية والقاعة الداخلية كمقهى يرتاده الشباب خاصة واستثمرا الطابق الثاني كقاعة عرض فنون تشكيلية ونظما في هذه القاعة معارض فنية عديدة لفنانين تشكيليين سوريين وعراقيين وفلسطينيين وغيرهم. ولم يكتفيا بهذا التميز، بل جعلا هذا البيت لوحة فنية حيث لم يتركا زاوية في البيت إلا وزيناها باللوحات الفنية والمشغولات اليدوية. والأهم من ذلك انهما زينا البيت بصور المطربة فيروز والتي يعشقان صوتها، فقاما ايضاً بجعل رواد المقهى يسمعان فقط أغاني فيروز وعلى مدى اليوم كاملاً حتى التصق هذا المقهى بصوت فيروز، وهذا ما جعل رواد المقهى يردون اليه بشكل دائم، وخاصة المثقفين والفنانين ومحبي صوت فيروز.

ويقول احد هذين الشابين المستثمرين لـ«الشرق الأوسط»: ان اسم مقهانا مستوحى من أغاني المطربة وهو «ع البال» وحول البيت ومواصفاته واستثماره يقول هذا الشاب: هذا أول مقهى في دمشق القديمة والجديدة تلحق به صالة عرض فنون تشكيلية. وبدأنا باستثماره قبل سنتين بعد ان كشفنا عن الأقواس الحجرية وإظهارها للجمهور وعرضنا بعض المفردات التراثية وزينا المقهى بأعمال فنية لفنانين عرب واستوحينا ان يكون من التراث الدمشقي. وخلال الفترة الماضية اقمنا في صالتنا حوالي عشرة معارض فنية لفنانين عرب. وحاولنا ان نعيد الناس لذاكرتهم من خلال عرض أدوات قديمة مستوحاة من الاسم «ع البال» وفي المقهى ايضاً مكتبة يمكن ان يستفيد منها رواد المقهى ويقرأون كتبها وهي في أغلبها كتب عن فيروز! ونقدم في مقهانا كل انواع المشاريب والنارجيلة وبعض الأكل العربي.

الشيء اللافت للانتباه في هذا المقهى الفريد هو قيام هذين الشابين بوضع لوحة كبيرة في صدر قاعة البيت عليها صورة مرسومة لفيروز، بجوارها كلمات وتواقيع لمشاهير واعلاميين زاروا هذا المقهى وسجلوا كلماتهم وتواقيعاتهم وبجانب صورة فيروز نقرأ من هؤلاء: لوسيان بيترلان وميادة الحناوي ومحمد سلطان وهيام الحموي وآخرون.