مطاعم مجهولة تبيع أطباق «المندي» و«المظبي» للسعوديين في القاهرة

حملة اعلانات يروجها فتيان صغار السن في الاماكن السياحية

TT

اكتشف السعوديون الذين فرّوا من صيف بلادهم الى القاهرة هذا العام، أن أكلاتهم التقليدية التي يحاولون تغييرها قد سبقتهم الى هناك، حيث تنشط حملة إعلانات يروجها فتيان صغار السن في الأماكن السياحية لجذب السياح الخليجيين لشراء أطباق تقليدية مثل «المندي» و«المظبي» و«السليق» و«المضغوط» و«الكبسة».

ولا تحمل هذه الإعلانات وهي عبارة عن بطاقات ملونة، عناوين ثابتة، وإنما تكتفي بسرد عدد من الوجبات والأطباق المشكلة ذات النكهة السعودية خصوصاً، وتتضمن رقم هاتف مسجل بخط بارز لتوصيل الطلبات الى الشقق والفنادق.

وكالعادة حفلت البطاقات بعروض مغرية لتقديم خروف كامل أو طبخ «نصف تيس» أو ربعه، مع التلويح بأن الطباخ «يمني»، وهي محاولة لإقناع السائح بأن الوجبة تم استنساخها من المطاعم السعودية.

وإمعاناً في إغراء الزبائن حملت الإعلانات أسماء عائلات سعودية لم يعرف عنها في بلادها العمل في المطاعم أو الوجبات الشعبية، مثل «الراجحي»، «الغامدي»، «الهاجرى»، «الحربي»، «الجديعي»، بالإضافة الى مطاعم تحمل اسم «حضرموت اليمن» و«حضرموت السعودي».

وفي اتصال مع بعض هذه المطاعم رفض العاملون إعطاء عناوين مطاعمهم، وقالوا إنهم يعدون الوجبات في أماكن خاصة ويوصلون الطلبات للزبائن. وقال أحدهم نتلقى اتصالات متكررة من فنادق ذات خمسة نجوم يطلب نزلاؤها السعوديون إعداد وجبات «المندي» و«المظبي» مع الرز البسمتي، وقليلاً ما يطلب الزبائن ـ حسب قوله ـ الوجبات الأخرى.

ولم يفسر المطعم سبب حمل إعلاناته لأسماء عائلات سعودية، ولكن من المحتمل أن يعود السبب الى الرغبة في كسب ثقة السياح السعوديين.

وتقف مجموعة من الشبان في أحد الأحياء الفاخرة في القاهرة المطلة على النيل لرمي بطاقات الإعلانات داخل سيارات التاكسي التي تقل عوائل خليجية، كما يوزعون البطاقات على المارين منهم.

وتقول احدى العوائل إننا نحمل هذه العناوين من أجل الاستعانة بها حين يراودنا الحنين لأطباقنا التقليدية، في حين رأت عائلة أخرى أنها لا يمكن أن تثق بالمطاعم التي لا تحمل إسماً صريحاً أو عنواناً ثابتاً. وفي ظل إنعدام المكان الرسمي للمطعم فإنه من المتعذر التأكد من إجراءاته الصحية والقانونية.

ويسجل السياح السعوديون النسبة الأكبر من بين عدد السياح العرب الذين يفدون الى مصر سنوياً وتقدرهم بعض الأرقام بمائة وخمسين ألفاً.

و«المندي» من الوجبات التي عرفها السعوديون على نطاق واسع حديثاً، ولقت رواجاً كبيراً في المطاعم الشعبية، ويتم خلالها ايداع قدر الطعام الذي يحتوي على الأرز واللحم أو الدجاج داخل تنور مستعر بالفحم ثم يغطى بصفيحة ويدفن بالرمل أو الفحم حتى ينضج مما يجعله مهيأ لاستقبال جميع الدهون النازفة من اللحم جراء الحرارة واستقبال مختلف الأبخرة والدخان والكربون الناتج عن إحتراق الفحم في مكان محكم الإغلاق.

أما المظبي فهي طريقة قديمة كانت متبعة لشي اللحم على طبقة من الأحجار الحارة التي توضع فوق الفحم وينتج عنها وصول كمية حرارة ملتهبة وبشكل سريع الى اللحم مما يؤدي إلى إنضاجه مبكراً، ولا يشك أحد حتى من أشد المعجبين بهاتين الطريقتين في الغذاء من أنهما يفتقدان الدرجة الكافية من الأمان الصحي.