ماجد سرحان يدفن في حلحول مسقط رأسه بناء على وصيته

TT

شيع أول من أمس إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه، بلدة حلحول في الضفة الغربية، جثمان الإعلامي والإذاعي الفلسطيني ماجد سرحان، أحد أعرق كتاب ومحرري جريدة «الشرق الأوسط»، الذي وافته المنية في لندن الأسبوع الماضي عن عمر ناهز الستين عاما بعد صراع طويل مع المرض.

ودفن الراحل في تراب وطنه بناء على وصيته، حيث جرت مراسم التشييع في موكب كبير شارك فيه الآلاف من ذوي الفقيد وأقاربه وأصدقائه وأهالي بلدته والمدن والقرى الفلسطينية المجاورة، وسط حضور رسمي من جانب مسؤولي السلطة الفلسطينية في منطقة الخليل ورجال الشرطة والأمن الوقائي التابعين للسلطة الفلسطينية.

وكانت رحلة الفقيد إلى مثواه الأخير صورة مصغرة عن عذاب الإنسان الفلسطيني حيا أو ميتا، حيث نقل الجثمان جوا من مطار هيثرو بلندن مساء الثلاثاء الماضي إلى مطار الملكة علياء الدولي في عمان، وفي الخامسة والنصف من صباح الأربعاء توجه الموكب المرافق للجثمان المؤلف من أقارب ماجد وأصدقائه في الأردن إلى جسر الملك حسين، حيث عبر النعش الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على نقاط العبور إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبعد عبور الجسر اضطر الموكب، الذي من المفروض أن يقطع الطريق بين أريحا وحلحول في الظروف العادية مدة تتراوح بين ساعة ونصف الساعة إلى ساعتين في أكثر تقدير، أن يسير في طرق التفافية شقها المحتلون في جبال الضفة الغربية الوعرة في رحلة استغرقت أكثر من ضعف الوقت الأصلي للرحلة ليصل الجثمان أولا إلى مدينة الخليل الواقعة إلى الجنوب من حلحول وليدخل الموكب مسقط رأس الراحل من الجنوب بدلا من الشمال، وكأن القدر أراد له أن يطوف في رحلته الأخيرة في أرجاء وطنه لتودعه جباله ووديانه وسهوله.

وسجي الجثمان في منزل العائلة في حلحول وألقى الأقارب والأصدقاء النظرة الأخيرة عليه قبل أن ينقل إلى مسجد النبي يونس في حلحول، فصلي على الجثمان ونقل في موكب مهيب إلى مقبرة البلدة، حيث ووري التراب إلى جانب السابقين من آبائه وأجداده.

وفوق قبره ألقى محمد محيسن، أحد أصدقاء الفقيد منذ أيام الطفولة، كلمة تأبين أتى فيها على مناقبه وإنجازاته، خاصة في مجال عمله الإذاعي في الـ«بي بي سي» ومن قبل في هيئة الإذاعة والتلفزيون الأردنية وكتاباته الصحافية في جريدة «الشرق الأوسط» والصحف والمجلات العربية الأخرى.