شبح المصروفات المدرسية يطارد الأسر المغربية

TT

لا حديث يدور هذه الايام في البيوت المغربية او خارجها ويثير اهتمام الاسر سوى بداية العام الدراسي الجديد والمصروفات الدراسية لدرجة ان احد الآباء صرح انه كاد يصاب بالاغماء «من فرط التفكير في شراء اللوازم المدرسية لابنائه» خاصة ان اقدامه على ذلك يورثه «شهورا من الديون لا يمكنه سدادها الا بشق الانفس». ومما يزيد من صعوبة الامر ان توقيت فتح المدارس في المغرب يأتي عادة في منتصف شهر سبتمبر (ايلول) حيث يكون اولياء الامور لم يتوصلوا باجورهم، فيلجأ آخرون الى بيع عدد من اثاث البيت لتدبير المال اللازم لاطفالهم.

منظر العائلات في المغرب وهي تهرع الى المكتبات والاصطفاف احيانا لعدة ساعات لشراء حاجيات ابنائهم من لوازم مدرسية، بقدر ما يوحي بالاعجاب لاهتمام الاسر بتعليم اطفالها، الا انه يعكس مدى مكابدة اولياء الامور لاغتناء هذه المستلزمات التي اصبحت هما سنويا لا فكاك منه، فالاسرة التي يكون لديها عدد من الابناء ملتحقين بالمدارس يعجز بعضها عن تلبية حاجيات الاطفال جميعهم اذ عليهم الى جانب شراء الكتب والادوات المدرسية، توفير ملابس جديدة تليق بمظهرهم.

وتكشف جولة في مكتبات الرباط مدى التذمر الذي يبديه اولياء الامور من عدم التزام اصحاب المكتبات بالتسعيرة المقررة لكافة اللوازم المدرسية، خاصة المكتبات التي تقع بعيدا عن وسط المدينة حيث لا يتوقع اصحابها ان تكون هناك رقابة عليهم، ويستغلون حرص الاسر على شراء لوازم الدراسة مهما كان سعرها، فيزيدون في اثمانها بدعاوى مختلفة كاضافة ثمن النقل، كما ان الكثير من الآباء رغم علمهم بعدم صدق الباعة فانهم يشترون لوازم المدرسة على مضض ليجنبوا انفسهم مشقة البحث عنها في مكان آخر، او الانتظار مخافة ان تنفد الكتب المقررة من الاسواق.