مجلس الشيخ نهيان بن مبارك الرمضاني في أبوظبي ناد لقدامى السياسيين العرب

TT

من بين كل المجالس الرمضانية التي تغير ايقاع الحياة في دولة الامارات ينفرد مجلس الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي بميزة تجعله مختلفاً عن المجالس الاخرى، وتعطي للمترددين عليه مذاقاً قل ان يكون له مثيل في مكان آخر.

فهذا المجلس تحول الى ما يشيه ناد للسياسيين العرب القدامى، يجتمع فيه ليلياً وطوال الشهر الكريم شخصيات عربية من مختلف الاطياف، شاركت في صنع التاريخ العربي قبل ان تصبح جزءاً منه.

ومن ابرز هؤلاء الرئيس الاسبق لما كان يعرف باليمن الجنوبي علي ناصر محمد الذي يعيش في دمشق حالياً ويتردد على ابوظبي في فصل الشتاء ورئيس وزراء ليبيا الاسبق عبد الحميد البكوش ووزير خارجية تونس الاسبق محمد المصمودي، ووزير الاعلام الاردني الاسبق صلاح ابوزيد، ووزير خارجية ما كان يعرف باليمن الجنوبي الدكتور عبد العزيز الدالي ورئيس مجلس النواب اليمني السابق ياسين نعمان ووزير الاقتصاد العراقي الاسبق ابان حكم الرئيس عبد الرحمن عارف شكري صالح، بالاضافة الى عدد كبير من الدبلوماسيين المتقاعدين او السياسيين الزائرين، الذين يختلطون بشرائح اخرى تضم رجال اعمال وموظفين كبار ورجال اعلام.

وقد غاب عن مجلس هذا العام والعام السابق الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه الذي كان يعيش في دولة الامارات قبل عودته للجزائر لخوض انتخابات الرئاسة والتي نجح فيها وتولى على اثرها مقاليد الحكم في بلاده.

وعلى خلاف ما توحيه هذه التشكيلة السياسية الغنية، فإن الموضوع السياسي يكاد يكون غائباً عن الاحاديث التي تدور في هذا المجلس، وإن حدث شيء من هذا القبيل فان ذلك لا يعدو ان تكون تعليقات عابرة على الاحداث الراهنة، ودون الاجتهاد في تقديم اراء وتصورات خاصة حول ما يحدث.

ويبدو ان العزوف عن الحديث السياسي لا يرجع فقط الى طبيعة الاجواء الرمضانية او لظروف اقامة هؤلاء السياسيين في الامارات، بل الى ما يمكن ان يكون مشاعر احباط لدى هؤلاء بعد تجربة سياسية حافلة والاحساس بأن الزمن غير الزمن وان الناس غير الناس.

يضاف الى ذلك ان مجلس الشيخ نهيان الرمضاني يختلف عن غيره من المجالس الاماراتية في كونه يلتئم في مكان عام، حيث يتم اختيار احدى الخيم الرمضانية في فندق من الفنادق الكبرى لتكون مكاناً للمجلس، مما لا تتاح معه فرصة حوارات سياسية ساخنة لا يتسع مقام تلك الخيم لقولها، حيث الكل منشغل بالورق او الارجيلة.