«الجوال» ينقذ أشهر شارع تجاري في مصر من الإفلاس

TT

فجأة، كما بدا للناس، بدل شارع عبد العزيز (بوسط القاهرة)، الذي عرف كأشهر أسواق القاهرة لبيع الأدوات الكهربائية، نشاطه المعروف لتحل محله تجارة أجهزة الهاتف الجوال. وعلى غير العادة أصبح الشارع الذي كان يزوره آلاف المصريين يومياً لشراء الأجهزة الكهربائية رخيصة الثمن التي أثارت غضب التجار في مصر باعتبار «أن الشارع يمارس أكبر عمليات الاغراق للبضائع الكهربائية المهربة من الخارج»، الآن يمتلئ باعلانات واكسسوارات «الجوال» التي احتلت جميع واجهات المحلات بالشارع.

وأرجع اقتصاديون التغيير المفاجئ الذي أثار جدلاً بين زبائن الشارع إلى موجة الكساد التي تشهدها الأسواق المصرية، وخاصة شارع عبد العزيز، وذلك جعل التجار يحولون نشاطهم الذي توارثوه على مر السنين إلى تجارة الهواتف الجوالة خوفاً من شبح الافلاس.

ولم يكتف التجار بذلك وحسب، بل وصل الأمر إلى اذاعة إعلانات دعاية لهذا النشاط الجديد في كافة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، وهذا ما لم يكن يحدث من قبل أثناء تجارتهم الرائجة في الأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية.. فما كانوا يتمتعون به من سمعة وثقة كان كافياً لجذب أعداد هائلة من الزبائن بدون دعاية أو اعلان.

واللافت أن الشارع التجاري الشهير كسب الرهان في مجال معارض «الجوال» في مواجهة أسواق الهواتف المحمولة الأخرى، حيث تصل مبيعات الشارع إلى 5 آلاف خط يومياً بخلاف الاكسسوارات وقطع الغيار.

وقد وصل تسابق الآلاف من المواطنين على الشراء إلى الدرجة التي تعطلت معها حركة المرور في الشارع أوقاتاً كثيرة وأصبح مألوفاً أن تجد عشرات بل مئات الشباب يقفون أمام محل صغير لبيع أجهزة واكسسوارات المحمول، بل أن هناك عدداً كبيراً من الشباب يأتون إلى الشارع مبكراً وقبل أن تفتح المحلات أبوابها ليفوزوا بسبق الفرجة والشراء ويستمر هذا الزحام حتى منتصف الليل.

ويحفل شارع عبد العزيز إلى جانب أجهزة المحمول الجديدة بكميات كبيرة من الأجهزة القديمة والمهربة والتي يتم بيعها لبعض التجار والتي عادة ما تعرض على أرصفة الشارع مما أدى إلى شكاوى عديدة من الأسواق الأخرى من غياب الرقابة على نشاط الشارع حتى الآن.

=