السوريون يحنون إلى الخبز البلدي والتنور

TT

على الرغم من انتشار افران الخبز الحديثة في كافة المدن والقرى السورية ومنذ أكثر من ربع قرن والتي تبيع الخبز المرقد والصمون وغيرهما من أشكال الخبز الحديث، الا انه يلاحظ في السنوات الاخيرة انتشار الافران التقليدية التي عادت الى بيع اشكال الخبز القديمة مثل البلدي المشروح والاسمر التنور، كما ان هذه الافران ليست موجودة فقط في الأسواق والاحياء الشعبية والارياف، بل اصبحت تلقى رواجاً حتى في الاسواق والحارات الراقية. كما ان الكثير من المنشآت السياحية لمطاعم وفنادق الخمس نجوم والنجوم الاقل بات التنور والخبز البلدي جزءاً اساسيا من منشآتها وباتت تعلن ذلك في سياق الدعاية لمطاعمها وفنادقها عن وجود خبز التنور البلدي. يقول ابو احمد، احد اصحاب افران الخبز البلدي بدمشق: «افتتحت فرني هذا قبل خمس سنوات، وكنت أبيع الخبز المرقد. ولكن لاحظت أن أهل الحارة يشترون الخبز المشروح البلدي من حارات اخرى، كما ان البعض يوصي عليه اصدقاءهم ومعارفه الزائرين لبعض القرى والارياف بأن يجلبوا معهم خبز التنور، ولذلك قررت تحويل فرني الى فرن بلدي، وبالفعل، والحمد لله، وفقت بذلك وهناك اقبال كبير من الناس على شرائه والسبب، برأيي، يعود الى ان الخبز البلدي المشروح، خاصة المصنع من الطحين الأسمر، له فوائد صحية كثيرة جداً، لذلك بات يفضله الكثيرون على الرغم من أن سعره مرتفع نسبياً، فمثلاً نبيع الرغيف الواحد بخمس ليرات سورية بينما الرغيف المرقد الحديث لا يتجاوز سعره ليرتين فقط.

وفي احد المطاعم ذات النجوم، قال لنا أحد العاملين هناك ان خبز التنور البلدي أصبح ضرورياً في مطاعمنا ويطلب بكثرة من الزبائن العاديين والسياح. ولذلك بنينا في المطعم فرنا بلديا (تنور) يشبه تماماً أفران الارياف، فالتنور عبارة عن تجويفة اسطوانية تصنع من الطين والفخار، وكان في السابق يستعمل لاحماء التنور الحطب أو القش المستخلص من القمح، وحالياً يستخدم المازوت في احماء التنور.

أحد المهتمين بالسياحة والتراث تحدث ايضاً عن ظاهرة أصبحت تنتشر على الطرقات العامة، خاصة تلك التي تمر في الارياف والقرى السورية، حيث يقوم العديد من سكان هذه القرى بافتتاح محلات بسيطة على الطرق يبيعون فيها الخبز البلدي الذي يصنع في تنانير تكون مجاورة للطريق العام ويأخذ منها السياح والعابرون بسياراتهم وهي ساخنة.

=